تصحيحهما مع الرسائل الملحقة بهما ، ومثل قواعد الشهيد الأوّل(١) التي شرحتها حين التصحيح والطبع ، ومثل مكاسب شيخنا مرتضى الأنصاري عليه رحمة الباري ، فإنّي كتبتُ وجوه التأمّل فيها حين تصحيحها ، وصحّحت مرآة العقول شرح المجلسي طاب ثراه على أُصول الكافي وفروعه وروضته وطبعتها للمرحوم (مشير السلطنة) غفر الله تعالى له(٢).
وصحّحتُ مستدرك(٣) الوسائل ، وصحّحت المعتبر للمحقّق بتعب كثير زائداً عن الوصف ، وشرحته إلى كتاب الصلاة وطبعته مستعجلاً لمشير السلطنة بغير مهلة ، أكتب الشرح بمركب الطبع وتفرّقت الأجزاء ولم يبق منه عين ولا أثر ، وشرحت (منظومة بحر العلوم) شرحاً وجيزاً حين تصحيحي وطبعي لها.
ويظهر سائر أشغالي بالعلميّات عند تعدادي المصنّفات ومنشآتي ، وكلّما كان من مرجعيّتي لمعاملات الناس ومرافعاتهم والسعي في قضائهم وإصلاح أُمورهم كان مصهوراً في اشتغالي بالعلميّات ، وكنت قليل المعاشرة مع غير أهل العلم من طبقات الناس ، سيّما الوزراء والأعيان وأعاظم التجّار صوناً عن ظنّهم فيّ الحرص والطمع ، وعلمي بأنّ العزّ لمن قَنع.
وبالجملة كنتُ مُجدّاً في حيازة المعارف دون جمع الزخارف ، مولعاً في التفكّر في حقائق المطالب وحقيقة الحال في كلّ المسائل ، مع قطع النظر عن القيل
__________________
(١) أي : كتاب القواعد والفوائد في الفقه والأصول والعربية للشهيد الأوّل ، مطبوع.
(٢) مشير السلطنة من ألقاب الوزراء.
(٣) في المخطوط : (مستدركات).