وإلاّ لزم التوقّف وعدم العمل بالخبر. نعم ليس للفقيه ردّ الرواية بمجرّد الاتّفاق في الاسم مع الاشتراك بين ثقة وغيره ، بل يلزمه الفحص والتميّز والتوقّف عند العجز ، وقد اتّفق لجمع من الأكابر منهم ثاني الشهيدين رحمهماالله في المسالك ردّ جملة من الروايات بالاشتراك في بعض رجالها ، مع إمكان التميّز فيها ....»(١).
خاتمة الفصل :
عرضنا آنفاً الكتب الرئيسية في علم الدراية عند فقهاء الشيعة الإمامية ، وهي كتب على صغر حجمها أحياناً كانت غنيّةً بمحتواها ، قويةً في دلالالتها ، تراوحت بين الإيجاز والتفصيل. ويدلّك الثراء الفكري وسعة الإحاطة في نهاية الدراية للسيّد العاملي (ت ١٣٥٤هـ) ، ومقباس الهداية للشيخ المامقاني (ت ١٣٥١هـ) مقارنةً بما كُتب في شرح البداية في علم الدراية للشهيد الثاني (ت ٩٦٦هـ) ، والوجيزة في الدراية للشيخ البهائي (ت ١٠٣٠هـ) ، على أنّ علم الدراية في سعي حثيث نحو الرقي والكمال ، وتطوّر متواصل للوصول إلى أهدافه في معرفة المتون والأسانيد.
__________________
(١) مقباس الهداية ١ / ٢٨٨ ـ ٢٨٩.