المقدمة
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه كما هو أهله أن يحمد ، وصلّى اللّه على عبده المنتجب ورسوله المصطفى ، الذي غمسه في بحر الفضيلة ، واستأمنه على رسالته الخاتمة ، وبعثه إلى آخر الأُمم نبيّاً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى اللّه بإذنه وسراجاً منيراً ، اتّخذ الحكمة منهجاً والنصيحة سبيلاً وطريقاً ، فبالغ في النصيحة وبذل غاية الجهد في سبيل انقاذ خلق اللّه من غياهب الضلالة ، وإخراجهم من ظلمات الغيّ وحيرة الجهالة ، محمّد صلّى اللّه عليه وعلى آله الطاهرين الغرّ الميامين ، الذين اختارهم اللّه خلفاء لرسوله ، وأئمّةً لعباده ، وأركاناً لبلاده ، وأبواباً لرحمته ، وخزّاناً لعلمه ، وترجماناً لوحيه ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً .
قبيل رحيل رسول الرحمة وينبوع الحكمة نزل جبرئيل الأمين إلى الرسول الكريم ليخبره بأن يستغفر لأهل البقيع ؛ ليكون هذا إبلاغاً وإنذاراً للأُمّة الإسلاميّة ، فقد قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله مخاطباً أهل البقيع : « السلام عليكم يا أهل القبور ، ليهنئكم ما أصبحتم فيه ممّا فيه الناس ، أقبلت الفتن كقطع الليلالمظلم يتبع أوّلها آخرها . . » (١) .
__________________
(١) انظره في : الإرشاد للمفيد ١ : ١٨١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد