يثير هذه الظاهرة بين العالم والجاهل .
ومن أهم المسائل التي كثر حولها الحوار هي مسألة الإمامة ، فقد تعدّدت فيها المذاهب ، واختلفت حولها الآراء ، وذهب كلّ قوم بها إلى حيث يشاءُون ، وليس من الغريب ذلك فقد اتّبعوا أهواءهم ورغباتهم وتركوا الوحي وأهله جانباً ، فتعدّدت آراؤهم لتعدد أهوائهم والفرع تابع لأصله .
فالعامة من الناس عذرهم جهلهم ، فهم يرون أنّ الإمامة زعامة وسلطان وحكم ، ولكن هذا فهم خاطئ للإمامة ، وخلط بين وظائف الإمام وما عليه من المسؤوليات وبين الإمامة نفسها ، حصل من الواقع الذي يعيشه المسلم ، فكل من تصدّى للحكم جعل نفسه إماماً فأوحى هذا إلى العوام بأنّ الإمامة هي السلطان .
وأما الخاصّة من الناس فقد عرّفها بعضهم بأنّها : رئاسة عامة في أمر الدين والدنيا خلافة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) ، أو : أنّها الرئاسة العامة في أمر الدين والدنيا لشخص من الأشخاص (٢) ، وأمثال هذه التعاريف وجميعها تدور حول هذا المحور ، لكن لم يوضّحوا ما هي هذه الرئاسة والخلافة ولمن وممّن تكون ، فتركوها على عهدة القارئ وفهمه اللّغوي ، وكأنّهم جهلوا ـ بل تجاهلوا ـ أنّها منزلة يختصّ اللّه بها خلّص عباده . نعم من شؤون الإمامة الحكم والرئاسة .
ولأجل معرفة موقف المدرسة الإمامية من مسألة الإمامة نستعرض هذا النص المروي فيالكافي عن الإمام الرضا عليهالسلام .
__________________
(١) شرح المقاصد ٥ : ٢٣٢ .
(٢) شرح المقاصد ٥ : ٢٣٤ .