وفي البحار نقلًا عن شارح ديوان الميبدي : روى ابن أعثم أن عمرو بن حصين السكوني أتى علياً علي السلام من عقبه ليغتاله بسنان رمحه ، فقتله سعيد بن قيس ، وقال :
ألا أبلغ معاويةَ بنَ صخرٍ |
|
ورجمُ الغيب يكشفُه الظنونُ |
بأنا لا نزال لكم عدوّاً |
|
طوال الدهرِ ما سُمع الحنينُ |
ألم تر أنّ والدنا عليّ |
|
أبو حسن ونحن له بنونُ |
وإنا لا نريد به سواه |
|
وذاك الرشدُ والحظ السمينُ |
فلما سمعه معاوية بعث ذا الكلاع مع كثير من القبائل وقال : اخرج واقصد بحربك همدان خاصة ، فلما رآهم علي عليهالسلام قال : يا همدان ، عليكم بهذه الخيل ، فإنّ معاوية قد قصدكم بها خاصة دون غيركم . فأقبل عليهم ابن قيس مع همدان فهزمهم ، فقال علي عليهالسلام لهم : أنتم درعي ورمحي وسناني و جُنّتي ، والله لو كانت الجنة في يدي لأدخلنكم إيّاها خاصة يا معشر همدان ، وأنشأ الأبيات (١) .
وفي كتاب صفين المتقدم بعد نقل إعطاء معاوية العطايا والفرائض لقبيلة عك ، وإرسالهم نحو همدان ، وتجابه الفرقتين على القتال حتى أدركوا الليل ، وقول همدان : يا معشر عك إنا لا ننصرف والله حتى تنصرفوا ، وجواب عك لهم مثل ذلك ، وإرسال معاوية إلى عك وتحليفهم على الانصراف .
قال : ولما اشترطت عك والأشعرون على معاوية ما اشترطوا من الفريضة والعطاء فأعطاهم ، فلم يبق من أهل العراق أحد في قلبه مرض إلّا طمع في معاوية وشخص بصره إليه ، حتى فشا ذلك غي الناس ، وبلغ ذلك علياً فسأله ، وجاء المنذر بن أبي خميصة الأوزاعي ، وكان فارس همدان وشاعرهم ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ عكا والأشعريين طلبوا إلى معاوية
__________________
(١) بحار الأنوار (حجري) ٨ : ٤٩٦ .