الحركات والسكنات » .
ثمّ ذكر آداب المنام وما يحتاج إليه عند ذلك من الآداب بين يدي اللّه ، وذكر ما جرى منه قبل نومه من الغفلة والتفريط في الطاعة والتوبة عمّا لم يتب ، إلى غير ذلك .
قال رحمه اللّه : « ولا تكره أنّي ما اخلّف لك ولاخوتك ذهبا ولا فضة بعد الممات ، فهذه سيرة جدّك محمّد صلّى اللّه عليه وآله وأبيك علي عليه السلام ، فإنّني وجدتهم قد امتنعوا أن يخلّفوا لورثتهم ذهبا أو فضة ، وخلّفوا لهم ما يكفيهم ويفضل عنهم من الأملاك والعقار ، وقال جدّك محمد صلّى اللّه عليه وآله لسعد بن معاذ وكان يعزّ عليه « إنّك إن تترك ولدك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكفّفون الناس » فأنا [ قد ] اقتديت بتلك الآثار .
ووجدت أيضا في كتاب « من لا يحضره الفقيه » وهو ثقة معتمد عليه :
عن زرارة ، عن الصادق عليه السلام ، قال : « ما يخلّف الرجل شيئا بعده أشدّ عليه من المال الصامت » قال : قلت له : كيف يصنع ؟ قال : « يضعه في الحائط والبستان والدار » (١) .
واعلم يا ولدي أنّني كنت أشتري هذه المليكات باللّه جلّ جلاله وللّه جلّ جلاله وبنيّة أنّ الأملاك وأنا والأثمان كلّنا ملك للّه جلّ جلاله ، هذا الذي اقتضاه العقل والنقل أن العبد لا يملك مع مولاه ، وأنّ كلّما ملّكه شيئا فإنّه مجاز ، وحقيقة التملّك لمن أنشأه وأعطاه ، وعلمت أنّني إذا اشتريته بهذه النيّة فإنّ كلّما ينفق أحد منه أو يخرج عنه فهو محسوب في ديوان معاملته جلّ جلاله المرضيّة في حياتي وبعد مماتي (٢) ، وذخيرة عند اللّه جلّ جلاله لي لأوقات ضروراتي .
قال : واعلم يا ولدي أنّ جماعة ممّن أدركتهم كانوا يعتقدون أنّ النبيّ جدّك محمدا وأباك عليا صلوات اللّه عليهما كانا فقيرين لأجل ما بلغهم [ من ] (٣) إيثارهم بالقوت واحتمال الطوى والزهد في الدنيا ، فاعتقد السامعون لذلك الآن أنّ الزهد لا يكون إلّا مع الفقر وتعذّر الإمكان ، وليس الأمر كما اعتقدوه أهل الضعف المهملين للكشف ، لأنّ الأنبياء عليهم السلام أغنى أهل الدنيا بتمكين اللّه جلّ جلاله لهم ممّا يريدون منه جلّ جلاله من الإحسان إليهم . ومن طريق نبوّتهم كانوا أغنى أممهم وأهل ملّتهم ، ولولا اللّطف برسالتهم ما كان لأهل وقتهم مال ولا حال ، وإنّما كانوا عليهم السلام يؤثرون بالموجود ، ولا يسبقون اللّه جلّ جلاله بطلب ما لا يريد أن يطلبوه من المفقود ، وقد وهب جدك محمد صلّى اللّه عليه وآله أمّك فاطمة عليها السلام فدكا
______
( ١ ) ـ الفقيه ٣ : ١٠٤ / ٧٧ .
( ٢ ) ـ في « ر » : وفاتي .
( ٣ ) ـ أثبتناه ليستقيم السياق .