[ خطبة ]
بسم اللّه الرحمن الرحيم
وبه نستعين الحمد للّه الذي سهّل السبيل وأوضح الدليل ، وإن كان أكثر الناس عن المحجّة لفي تضليل ، والصلاة على محمد الذي هو خير هاد إلى خير مهديّ إليه بأحسن هداية في أسهل سبيل ، وعلى آله الهادين لامّته بأسهل تيسير وأيسر تسهيل .
أمّا بعد فيقول الفقير إلى اللّه محمد بن مرتضى المدعو بمحسن عفى اللّه عنه : هذا منتخب من كتاب كشف المحجّة لثمرة المهجة ، من مصنّفات السيد الإمام العالم العامل الفقيه الكامل الزاهد العابد الورع المجاهد رضي الدين ، جمال العارفين ، أفضل السادة أبي القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاوس العلويّ الفاطميّ الحسني الداوديّ السليمانيّ طاب ثراه ، الذي وصّى به أكبر أولاده محمدا رحمه اللّه ، وذكر فيه ما لا يكاد يوجد في كتاب آخر من مصنّفات أصحابنا العلماء رضوان اللّه عليهم من طرق تحصيل فنّي العلم والعمل ، أوردت فرائده المبتكرة وأبقيت فوائده المشتهرة ، وأيّدت بعضه بتأييدات ، وأضفت إليها تنبيهات ، وجعلته في فنّين وفصول ، وسميته « تسهيل السبيل بالحجّة في انتخاب كشف المحجة لثمرة المهجة » واللّه يهدي السبيل وهو يلهم الحجة .
قال السيد رحمه اللّه : « اعلم يا ولدي محمد وجميع ذريّتي وذوي مودّتي أنّني وجدت كثيرا ممّن رأيته وسمعت به من علماء الإسلام قد ضيّقوا على الأنام ما كان سهّله اللّه جلّ جلاله ورسوله صلّى اللّه عليه وآله من معرفة مولاهم ومالك دنياهم وأخراهم ، فإنّك تجد كتب اللّه جلّ جلاله السالفة والقرآن الشريف مملوءة من التنبيهات على الدلالة (١) على معرفة محدث الحادثات
______
( ١ ) ـ في كشف المحجّة : الدلالات .