خصال حميدة ، وسجايا طيّبة رشيدة ، فتلالات أنوارهم ، وأذعن لفضلهم القريب والبعيد .
وكان شيخ الطائفة « الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي » قدس سره أحد الاعلام الذين سلكوا هذا السبيل ، فمزج العلم بالعمل ، وأخلص الله تعالى عمله ، وجدّ واجتهد في نشر الاسلام ، وخدمة الدين الحنيف فجزاه الله سبحانه عزّ اسمه الحياة الابدية ، وحق له أن يكون اسمه الكريم مضيئاً في صفحات التاريخ ، وأثنى عليه العدو والصديق ، ونظر اليه نظرة الاعظام و الاكبار .
ألف عام مضت وستمضي الاعوام ، عاماً بعد عام الى أن يشاء الله سبحانه وتعالى ، وشيخ الطائفة حي لم يمت ، تتجدد ذكراه من خلال آثاره العلمية ، ومآثره الدينية ، على مرّ العصور والدهور .
فالسابر لتاريخ الامامية ، والذي له المام بالتاريخ الاسلامي ، يجد الشيخ الطوسي من أعاظم أئمة المسلمين ، والعلم الخفاق في عالم الفكر الاسلامي مؤسس الاجتهاد المطلق في الفقه والاصول ، حاز الثقة الكبرى من طبقات الشيعة الامامية جمعاء في رواية الحديث وتحليله وتعليله في المؤتلف و المختلف .
ماذا أقول ، وما عسى البيان أن يحيط في هذه الشخصية العظيمة ، وقد سبقني العلماء الاعلام ، والمؤرخين العظام ، بالتعريف عن شخصيته العلمية ، وعبقريته الفذة ، ومواهبه الخلاقة ، وخصاله الحميدة ، وسجاياه الطيبة . لولا أن المتعارف عند تحقيق الكتاب التعريف بمؤلفه .
فهو علم من أعلام الهدى ، والمثل الاعلى في العلم والورع والزهد و الحلم والاخلاق والتقى ، كرّس حياته الطاهرة لاعلاء كلمة الاسلام وتاريخه حافل بجلائل الاعمال .