يرجع الى المادة، فتأمّل.
و يظهر من قول الباقر عليه السّلام - حيث قال: يا بني! المعرفة هي الدراية للرواية.. الحديث، بحار الانوار: ١٠٦/١ - كون الدراية اخص من المعرفة التي هي اخص من العلم.
و قيل: ان اخصيّة الدراية من العلم من جهة ان الدراية لا تستعمل الا فيما لو كان المعلوم مسبوقا بالشك، أو أن المعلوم حصل بنحو من الشك و الحيلة، و لذا لا يصح اطلاقه على الباري عزّ اسمه لعدم سبق الشك أو الحيلة منه تبارك و تعالى، و من هنا قيل انه لو اضيف لفظ العلم الى الدراية لا يراد المعنى اللغوي من الدراية، لعدم جواز اضافة الشيء الى نفسه، بل يراد منه حينئذ علم اصول الحديث، كما يقال علم الفقه.
و لا يبعد ان يكون هنا خلط بين المعنى اللغوي للدراية و الاصطلاحي، فتدبّر.
ثم ان الفرق بين الدراية و الرواية هو: ان الدراية مأخوذة بالاستدلال بطريق الاجتهاد الذي هو ردّ الفروع الى الاصول، و الرواية: هي الخبر المنتهي بطريق النقل من ناقل الى ناقل حتى ينتهي الى المنقول عنه - من النبي أو الامام عليهم السّلام - على مراتبه من المتواتر و المستفيض و خبر الواحد من المعنعن المسمى بالمسند! - كذا - و المتصل و المرسل و المقطوع... الى آخره. كما جاء في حاشية غوالي اللآلي: ١:١.
ثم ان الدراية - كما قيل - هي التوغل في ذلك التثبت و الاستقراء حتى يدرك خصوصية المعلوم و مزاياه، و استعمل في مقام التصحيح قال تعالى اَلْحَاقَّةُ * مَا اَلْحَاقَّةُ * وَ ما أَدْراكَ مَا اَلْحَاقَّةُ الحاقة: ٣، وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ القدر: ٢.
اما الفرق بين العلم و الخبر، فهو ان الخبر هو العلم بكنه المعلومات على