مستدرك رقم: (٩) الجزء الأول: ٦٥ المحدّث و المحدّث، و التحديث:
أمّا المحدث: - بكسر الدال المشدّدة -
على انه اسم فاعل من التحديث، و هو عند المحدثين - على ما ذكره العراقي و التهانوي في كشاف اصطلاحات الفنون:
١٨/٢ و غيرهما -: من يكون كتب و قرأ و سمع و وعى و رحل إلى المدائن و القرى و حصّل أصولا و علّق فروعا من كتب المسانيد و العلل و التواريخ التي تقرب من ألف مصنّف!.
و قيل: إنّه لمن عرف الأسانيد و أدرك العلل و النقائص في الحديث، و ميّز الغث من السمين، و عرف أسماء الرواة و حالاتهم و طبقاتهم، و حفظ مقدارا من المتون الروائية. بل قد أطلق جلّ المحدثين المتقدمين لفظ المحدّث على من حفظ الحديث و كتبه، و جمع طرقه و فهم المروي و استنبط أحكامه، كما نص عليه الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية: ٣، و أصول الحديث: ٩ و غيرهما.
و قيل: من تحمل الحديث رواية و اعتنى به دراية، قاله ابن حجر في شرح النخبة: ٣.
و أمّا المحدّث - بفتح الدال المشدّدة،
على انه اسم مفعول من التحديث - فقيل هو عند المحدثين بمعنى الملهم الذي رأى رأيا أو ظنّ ظنا أصاب، كأنّه حدّث به و ألقي في روعه من عالم الملكوت، و لعلّه من هنا أطلق على الأئمة المعصومين سلام اللّه عليهم أجمعين و قد مرّ...