و قيل: المحدّث معناه الملهم الذي يظن أنه قد حدّث بشيء و أخبر به.
و قيل: هو الشخص الذي يلقى في قلبه كلام فيخبر به بالحدس و فراسة الإيمان، و يخصّ اللّه به من أراد من عباده يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ .
و قيل: هو الذي إذا ظن في شيء كان ظنه صوابا، و كأنه قد حدّث به.
و قيل: هو الذي تتحدث إليه الملائكة.
و لعل الجميع يرجع إلى معنى واحد، و هو في بيت العصمة سلام اللّه عليهم على الحقيقة، و في المؤمن الذي ينظر بنور اللّه على نحو المجاز، و في غيرهم زخرف من القول و زور.
و أمّا التحديث: فهو لغة: الاخبار.
و عند المحدثين اخبار خاص بما سمع من لفظ الشيخ، أي اخبار خاص بحديث سمعه الراوي بلفظه من الشيخ، و هو الشائع عند المشافهة و من تبعهم، قاله في كشاف اصطلاحات الفنون: ١٧/٢.
قال ابن حجر في شرح النخبة: ٢١١: و تخصيص التحديث بما سمع من لفظ الشيخ، و كذا الاخبار بالقراءة على الشيخ هو الشائع بين اهل الحديث اصطلاحا، ثم قال: و اما غالب المغاربة فلم يستعملوا هذا الاصطلاح، بل الاخبار و التحديث عندهم بمعنى واحد. فعلى القول الشائع يحمل ما إذا قال: حدثنا على السماع من الشيخ، و فيما إذا قال: أخبرنا على سماع الشيخ، و كلاهما - اي التحديث و الاخبار - عندهم من صيغ الأداء - كما سيأتي -.
و ذهب في فتح الباري - كتاب العلم -: ١٥٣/١ إلى ان: التحديث و الاخبار و الانباء سواء عند اهل العلم بلا خلاف بالنسبة الى اللغة، و اما بالنسبة الى الاصطلاح ففيه خلاف، فمنهم من استمر على أصل اللغة، و هذا رأي الزهري و مالك و ابن عيينة و يحيى القطان و اكثر الحجازيين و الكوفيين، و عليه استمر عمل المغاربة، و رجحه ابن الحاجب في مختصره، و نقل عن الحاكم انه