مستدرك رقم: (١٦) الجزء الأول: ٧٨ التقيّة:
اشارة
بكلمة جامعة هي: مجاملة الناس بما يعرفون و ترك ما ينكرون حذرا من غوائلهم، على حد تعبير سيد الاوصياء سلام اللّه عليه، كما في المستدرك: ٥١٢/١ باب ١٦ ما تجب فيه الزكاة حديث ٢، و نظيره عن صادق اهل البيت عليه السّلام في المستدرك: ٣٧٨/٢ حديث ٤، ٨.
و التقية: امر فطري قبل ان يكون شرعيا، عقلي قبل ان يكون نقليا، و ما ورد في الشرع كتابا - كقوله عز اسمه: إِلاّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً آل عمران:
٢٨، و قصة عمار إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ النحل: ١٠٦، و مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه و غيرها. و كذا ما جاء عن طريق السنة كما في الكافي: ٢١٧/٢، باب التقية من كتاب الإيمان، و الوسائل: ٤٦٥/١١ باب ٢٤ و: ٥/١٨ باب ١ حديث ٧ و غيرها -، انما هو حكم إرشادي لا تعبدي، كما خاله بعضهم.
و فتاوى أهل البيت سلام اللّه عليهم أجمعين مشحونة بالتقية، قولا و فعلا، و أمروا اصحابهم و مواليهم بذلك خوفا من سلطات الجور آنذاك، بل و قد ندر منهم عليهم السّلام بيان الاحكام الواقعية - كما هي - الا عند الأمن منهم، و من هنا قال صاحب الحدائق: ٥/١: فلم يعلم من احكام الدين على اليقين الا القليل لامتزاج أخباره بأخبار التقية، كما اعترف بذلك ثقة الاسلام..
و الاخبار المستفيضة بل المتواترة معنى قائمة على ان: التقية من ديني و دين