الكتاب خلوصه، كأنّه خلص من النسخ التي حرر عليها، و صفا عن كدرها.
أما المقابلة - فهي بمعنى مقابلة نسخ الكتاب المختلفة بعضها على بعض - من اجل ضبط الكتاب و تصحيحه.
هذا، و للأستاذ علي النجدي ناصف في كتابه سيبويه إمام النحاة ٥-١٥٤ - نقلا عن تحقيق التراث: ١٨ و ١٩ -: قوله: كان للقدماء عناية ملحوظة بضبط النصوص و المحافظة على صحتها، كانوا يروون اخبارها بالسند حتى يرفعوها الى اصحابها على نحو ما كانوا يصنعون باحاديث الرسول عليه السّلام، و كانوا ينسبون نسخ الكتب التي يكتبونها فرعا الى أصل حتى يبلغوا بها اوائلها التي تحدرت منها، و كانوا يقرءونها معارضة على الأصول التي ينقلون عنها.
و الملاحظ هو تقارب بين الاستعمالين عند القدماء و المعاصرين، إلاّ ان السلف كان يعمّم للناص و المنصوص، و هذا يخصّ بالنص، و كلاهما استعمله بمعنى مقارب جدا لمعناه اللغوي.
٣١٨ الخامسة:
قال شيخنا البهائي رحمه اللّه في مشرق الشمسين: ٢٧١ - من طبعة الحبل المتين -: و نعم ما قال العلامة رفع اللّه درجته في النهاية من أن الضبط من أعظم الشرائط في الرواية، فان من لا ضبط له قد يسهو عن بعض الحديث و يكون ممّا يتم به فائدته و يختلف الحكم به، أو يسهو فيزيد في الحديث ما يضطرب به معناه، أو يبدل لفظا بآخر، أو يروي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يسهو عن الواسطة، أو يروي عن شخص فيسهو عنه و يروي عن آخر.
***