٣١٥ الثانية:
يعرف الضبط - غير ما مرّ - بالامتحان، كما تقدم في المقلوب مع تحقيق الأمر فيه هناك، فراجع.
٣١٦ الثالثة:
إن قيل - كما قيل - من اين يفهم الضبط الذي هو شرط؟
قلنا - كما قالوا إمّا بالغلبة، لأن غالب عدول الرواة ضابطون فيحمل المجهول عليه، و لأن الظن يلحق الشيء بالأعم الأغلب، و كفاية الظن في التزكية، أو لانصراف المطلق الى الفرد الأكمل الذي هو الضابط.
٣١٧ الرابعة:
الضبط - عند المحققين المعاصرين - ناظر الى الرواية لا الراوي، و هي ترادف - الى حد ما - ما يعرف عندهم ب: التحرير، و كذا: المقابلة.
فالضبط - عندهم - هو عملية تقويم نص الكتاب و التأكد من صحته، قال في المعجم الوسيط: ٥٣٣/١: ضبط الكتاب و نحوه أصلح خلله أو صححه و شكّله.
و ضبط الكتاب بمعنى تقويمه و تصويبه، مأخوذ من الضبط في الرواية الشفوية. قال في التعريفات: ١٤٢: الضبط في اللغة عبارة عن الجزم - قال في الحاشية الصواب الحزم - و في الاصطلاح اسماع الكلام كما يحق سماعه ثم فهم معناه الذي اريد به، ثم حفظه ببذل مجهوده و الثبات عليه بما ذكرنا الى حين ادائه الى غيره. هكذا قال في تحقيق التراث: ١٧.
أما التحرير: فانه قد يرادف الضبط - و ذلك انهم يريدون به تقويم الكتاب و التأكد من صحته أيضا، جاء في المعجم الوسيط: ١٦٥/١: حرّر الكتاب و غيره: أصلحه وجود خطه، و عرّفه ابو بكر الصولي في أدب الكتاب بقوله: تحرير