و اذا كانت عملية إعداد الفهارس قد ابتدأت بشكل ميسر لا يتجاوز في اقصاه إعداد فهارس الاحاديث مثلا،فان الحاجة الملحة الى الاشكال و الاصناف الأخرى من الموارد المبثوثة في متن الكتاب،دعت الى تطوير ابعاد هذا العمل الفني ليشمل أشكالا إضافية جديدة تفتح أمام الباحث آفاقا جديدة ميسرة لعمله العلمي و التحقيقي،كفهارس الأعلام و الاشعار و الآثار و الفرق و الجماعات و غيرها،و حيث تتفاوت بتفاوت حجم الاحتياج اليها.
و لعل سعة المصدر المراجع،و أهميته،و تكرر المراجعة اليه،يضاف الى ذلك تداخل البعض من الموارد موضع الحاجة في أكثر من باب أو فصل،كل هذه الأمور و غيرها تشكّل عناصر قوة و مؤيدة لضرورة اعداد و تنظيم جملة متخصصة من الفهارس بانواعها المختلفة.
و من خلال التأمل الموضوعي لمجمل هذه المواصفات الفنية و العلمية، نجد بوضوح أنّ كتاب مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل للشيخ ميرزا حسين النوري رحمه اللّه،و الذي وفقت مؤسستنا-مؤسسة آل البيت عليهم السّلام- في تحقيقه و نشره بحلة قشيبة و رصينة،و بطبعات متلاحقة،يعد بحق من الكتب التي هي بأشد الحاجة الى الحاقها بجملة من الفهارس الفنية و المتخصصة.
فهذا الكتاب يعد من الموسوعات الحديثية الواسعة،و التي يكثر الرجوع اليها من قبل الباحثين و المختصين و المراجعين،لتعدد أبوابها،و تشكّل فنونها،و حيث يستغرق ذلك الامر الكثير من الجهد و الوقت البالغي الاهمية عند هذه الجماعات من القرّاء،و هذا الامر ما أدركته المؤسسة بوضوح،فعمدت الى انجاز هذه الخدمة الثمينة من خلال إعداد جملة متخصصة من الفهارس الفنية،استغرق اعدادها زمنا و جهدا من قبل اللجان المختصة و التي اوكلت اليها مسؤولية هذا العمل المهم و الدقيق،فتم بتوفيق من