اتّفاقهم بمثل ذلك ، واللّه العالم بالحقائق.
بقي هنا أمور متعلّقة بالمقام ينبغي التنبيه عليها :
الأوّل : إنّ كنية الرجل أبو جعفر ، كما مرّ. ونقل بعضهم أنّ الظاهر من الكشّي في ترجمة زكريّا بن آدم أنّ كنية الرجل : أبو علي (١) ، وقد راجعت نسختين من الكشّي مصحّحتين فلم أجد من الحكاية أثرا ، وإنّما الموجود تكنيته في الموضع الّذي أشار إليه أيضا ب : أبي جعفر ، فالظاهر غلط نسخة الناقل.
الثاني : إنّك قد سمعت من النجاشي نقله عن الكشّي : إنّ أحمد بن محمّد ابن عيسى ما كان يروي عن ابن محبوب ، من أجل أنّ أصحابنا يتّهمون ابن محبوب في روايته عن أبي حمزة الثمالي ، ثمّ رجع وتاب (٢).
وعليه ؛ فوجه تهمة الأصحاب رواية ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي ، هو أنّ الثمالي توفّي سنة مائة وخمسين ، وولد ابن محبوب سنة المائة والخمسين ، لتصريحهم بأنّه مات سنة أربع وعشرين ومائتين ، وهو ابن
__________________
(١) روى الكشّي في رجاله : ٥٩٦ حديث ١١١٥ : محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني عليّ ابن محمّد القمّي ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى القمّي ، قال : بعث إليّ أبو جعفر عليه السلام غلامه ، ومعه كتابه ، فأمرني أن أصير إليه ، فأتيته فهو بالمدينة نازل في دار بزيع ، فدخلت عليه وسلّمت عليه ، فذكر في صفوان ومحمّد بن سنان وغيرهما ممّا قد سمعه غير واحد ، فقلت : في نفسي استعطفه على زكريا بن آدم لعلّه أن يسلم ممّا قال في هؤلاء ، ثمّ رجعت إلى نفسي فقلت : من أنا أن أتعرض في هذا وشبهه ، مولاي أعلم بما يصنع ، فقال لي : يا أبا علي! ليس على مثل أبي يحيى يعجل .. فالإمام عليه السلام كنّى أحمد بن محمّد بن عيسى ب : أبي علي ، وعلى هذا يكون للمترجم كنيتان : ١ ـ أبو جعفر. ٢ ـ أبو علي ، ولا مانع من تعدّد الكنية لشخص واحد ، لكثرة وقوعه ، فما قيل من أنّ (أبا علي) محرّف (أبا جعفر) خطأ.
(٢) التوبة ناشئة من روايته عن الثمالي لصغر سنه كما أوضحناه.