منهما شرحا على الإرشاد ، حتى أنّ بعض الأعاظم قد اشتبه عليه الأمر ، فذكر خلاصة التنقيح من مصنّفات هذا. ونقل تاريخ الفراغ عنه ، مع أنّ الكتاب المذكور لذاك لا لهذا ، حتى أن اشتباهه أدّى إلى نسبة هذا إلى ابن إدريس ، وتردّد في أنّ فهدا أبو هذا أو جدّه. ولكن إمعان النظر يوضّح الفرق بينهما ، فإنّهما وإن اشتركا في جملة ممّا ذكر ، إلاّ أنّ فهدا اسم أبي ذاك وجدّ هذا ، وذاك لقبه : شهاب الدين ، وهذا : جمال الدين ، وذاك لا كنية له ، وهذا كنيته أبو العبّاس ، وذاك أحسائي ، وهذا أسدي حلّي حائري ، فلا تذهل.
ومن غرائب الاتّفاق والافتراق أنّ الحلّي دفن في الحائر ، والأحسائي
__________________
بالقراءة والإجازة عن جملة من تلامذة الشهيد الأوّل وفخر المحقّقين كالشيخ مقداد السيوري ، وعليّ بن الخازن الحائري ، وابن المتوّج البحراني .. إلى أن قال ـ نقلا عن تتمات السيّد العميدي ـ : أحمد بن محمّد بن فهد .. وضبط فهد ، وقال : من الرجال المتأخرين في زماننا هذا ، أحد المدرسين في المدرسة الزينبية في الحلّة السيفية ، من أهل العلم والخير والصلاح والبذل والسماح. استجازني فأجزت له مصنّفاتي ورواياتي عن مشايخي ورجالي ، وله عدّة مصنّفات ، ورسائل صالحات منها عدّة الداعي .. إلى آخره ، ثمّ قال في الروضات : وكذا عن السيّد الجليل النقيب بهاء الدين أبي القاسم عليّ بن عبد الحميد النيلي النسّابة.
وفي بحار الأنوار ٤٥/٢٥ من الطبعة الحجريّة [والطبعة الحروفية ٢١٦/١٠٧ صورة إجازة برقم (٢٤)] صورة إجازة الشيخ نظام الدين عليّ بن محمّد بن عبد الحميد النيلي لابن فهد هذا مورّخة بتاريخ ٢٠ جمادى الثانية سنة ٧٩١ ، والنيلي هذا غير السيّد بهاء الدين عليّ بن عبد الكريم النيلي ويأتي ذكرهما. ويروي عن المترجم جماعة من ثقات علماء الحلّة ، منهم عليّ بن هلال الجزائري ، ومنهم حسن بن عليّ بن أحمد بن يوسف الشهير ب : ابن العشرة ، ومنهم الشيخ عبد السميع ابن فيّاض الأسدي الحلّي ، ومنهم السيّد محمّد بن فلاح بن محمّد الموسوي .. وغيرهم.