وعن الشيخ المفيد (١) رحمه اللّه أنّه عليه السلام إنّما أراد بالبداء ، ما ظهر من اللّه فيه من دفاع القتل عنه ، وقد كان مخوفا عليه من ذلك ، مظنونا به ، فلطف له في دفعه عنه ، قال : وقد جاء بذلك الخبر عن الصادق عليه السلام ، فروي أنّه كان القتل قد كتب على إسماعيل مرّتين ، فسألت اللّه تعالى في رفعه عنه ، فرفعه. وكيف كان ؛ فالأخبار في مدح إسماعيل هذا كثيرة :
فمنها : ما رواه الكشّي (٢) في ترجمة عبد اللّه بن شريك العامري : عن عبد اللّه ابن محمد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة الجمّال ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : «إنّي سألت اللّه في إسماعيل أن يبقيه بعدي ، فأبى ، ولكنّه قد أعطاني فيه منزلة اخرى ، إنّه يكون أوّل منشور في عشرة من أصحابه ، ومنهم عبد اللّه بن شريك وهو صاحب لوائه».
وورد أيضا في ذمّه أخبار ، مثل ما رواه الصدوق رحمه اللّه في إكمال الدين (٣) ، عن الحسن بن راشد ، عن الصادق عليه السلام أنّه قال : «عاص عاص (٤) ، لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي».
__________________
(١) في رسالة شرح عقائد الصدوق للشيخ المفيد رحمه اللّه ، أو تصحيح الاعتقاد الملحقة بكتاب أوائل المقالات : ١٦٨.
(٢) في رجال الكشّي : ٢١٧ حديث ٣٩١ : وعبد اللّه بن محمّد الذي في سند الرواية هو : عبد اللّه بن محمّد بن خالد الطيالسي الثقة ، والحسن بن عليّ الوشاء ثقة ، وأبو خديجة الجمال هو سالم بن مكرّم الثقة الثقة ، فالحديث صحيح سندا بلا ريب.
(٣) إكمال الدين ٧٠/١ بسنده : .. عن محمّد بن أبي عمير ، عن الحسن بن راشد ، قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن إسماعيل ، فقال : عاص ، لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي.
وبسنده : .. عن حمّاد ، عن عبيد بن زرارة قال : ذكرت إسماعيل عند أبي عبد اللّه عليه السلام فقال : واللّه لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي.
(٤) لا توجد (عاص) الثانية في المصدر.