والنجاشي.
وأقول : قد نبّهنا في فوائد المقدمة (١) على أنّ جملة ممّا هو من ضروريات مذهبنا اليوم قد كان يعدّ في سالف الزمان غلوّا ، وعليه فرّعوا تضعيف جمع من الثقات. وظني أنّ ما صدر في المقام في حقه من الغمز والتضعيف ، ناشئ من روايته جملة من معجزات الأئمة عليهم السلام ، سيما معجزات ولادة القائم عليه السلام. ولعل قول الشيخ رحمه اللّه : روى في مولد القائم عليه السلام أعاجيب. بعد قوله : ويضعّفه قوم .. إشارة إلى أنّ منشأ تضعيف القوم هو روايته الأعاجيب في مولد القائم عليه السلام ، وإنّه في الحقيقة ليس منشأ
__________________
ومن الأعاجيب الذي رووا عن حكيمة بنت الجواد [عليه السلام] من حضورها وقت الولادة ، وظهور المعجزات في ذلك الوقت ، وظهور طير ، ودفع أبي محمد عليه السلام الصاحب عليه السلام إلى الطير فغاب ، وكان يجيء به في كل أربعين يوما مرّة ، وأمثاله .. وهذا العجيب [كذا] رواه جماعة كثيرة عن حكيمة رضي اللّه تعالى عنها .. فهذا المعنى أعجب ، أو وجوده صلوات اللّه عليه في سبعمائة سنة؟! وليس كل ذلك بعجيب من قدرة اللّه تعالى .. ولما رأيناهم يضعفون بعض الأصحاب لبعض الأشياء والمعجزات كثيرا ، لا نجزم بقولهم بمجرده ما لم يذكروا سبب القدح ، كما ذكره جماعة من لزوم ذكر سبب الجرح في الجارح ، فإن للناس فيه مذاهب مختلفة وآراء متشتّته ، واللّه تعالى يعلم.
ونقل في معراج الكمال وثاقته من غير ترديد راجع صفحة : ٦٦ من نسختنا المخطوطة [وفي المطبوعة أخيرا : ٦٧].
وجاء في سند كامل الزيارات باب ثواب من زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء : ١٧٣ ـ ١٧٤ باب ٧١ حديث ٢ [طبعة مؤسسة نشر الفقاهة : ٣٢٣ حديث ٥٥٠] : حدّثني أبو علي محمد بن همام ، قال : حدّثني جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، قال : حدّثني أحمد بن علي بن عبيد الجعفي ، قال : حدّثني حسين بن سليمان ، عن الحسين بن أسد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ..
(١) الفوائد الرجالية المطبوعة في مقدمة كتابنا هذا ٢١١/١ من الطبعة الحجرية حيث لم يطبع إلى الآن المجلّد الأول والثاني من هذه الموسوعة حرصا لخروج هذه المجلّدات.