للتضعيف ، كما أشار إليه بتوثيقه إيّاه أولا ، فكأنّه بعد التوثيق ، أشار إلى تضعيف جمع ومنشئه ، وضعف المنشأ بتلك العبارة المختصرة.
وتوضيح وجه عدم دلالة روايته على الضعف ، أنّ أموره عليه السلام ـ كسائر الأئمة عليهم السلام ـ كلّها أعاجيب ، بل معجزات الأنبياء كلّها أعاجيب ، ولو لم تكن عجيبة لم تكن معجزة.
وقد لوّح إلى ما ذكرنا من كون كلام الشيخ رحمه اللّه .. إشارة إلى منشأ تضعيف القوم وردّه الفاضل المجلسي الأول (١) ، حيث قال ـ فيما حكي عنه ـ : إنّه لاعجب من ابن الغضائري في أمثال هذه ، بل العجب من الشيخ رحمه اللّه. لكن الظاهر أنّ الشيخ رحمه اللّه ذكر ذلك لبيان وجه تضعيف القوم لا للذم. انتهى.
وتحقيق المقال : أنّ الأقوى كون الرجل ثقة ، اعتمادا على توثيق الشيخ رحمه اللّه المؤيّد بأمور :
فمنها : كشف رواية أبي علي بن همام ، وأبي غالب الزراري عنه ، عن توثيقهما إياه ، كما لوّح إليه النجاشي ـ وهما المراد ب : الشيخين (٢) ـ في قول المجلسي الأول رحمه اللّه : إنّ الشيخين الأعظمين كانا أعرف بحاله من ابن الغضائري الذي لم يوثق ـ أيضا ـ.
وروى الصدوق رحمه اللّه هذه الأعاجيب عنه ـ في كتبه ـ سيما إكمال الدين. انتهى.
وزعم صاحب التكملة (٣) : إنّ غرضه ب : الشيخين ؛ النجاشي والشيخ
__________________
(١) روضة المتقين ٣٣٨/١٤.
(٢) وقوله : (وهما المراد بالشيخين). عبارة من صاحب التكملة ٢٥٣/١ ، فراجع.
(٣) تكملة الرجال ٢٥٣/١ ، فقال : علق المجلسي على قوله : روى في مولد القائم عليه السلام أعاجيب ، فقال [أي العلامة المجلسي رحمه اللّه] : جلالة قدره مغنية عن تعريف حاله من مثله ، فإن الأعاجيب معجزات ، والمعجزات عجيبة ، ولو لم تكن