رحمهما اللّه فاعترض عليه بأنّ النجاشي لم يوثّقه ، وإنما وثّقه الشيخ رحمه اللّه وحده ، وضعّفه النجاشي. بل نقل هو والشيخ ضعفه عن قوم. انتهى.
فإنّ فيه : إنّ غرضه من الشيخين هما اللذان أشار إليهما النجاشي بقوله : ولا أدري .. إلى آخره.
ومنها : ما عن كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة (١) ، من قوله : حدّثنا جماعة من مشايخنا الثقات منهم جعفر بن محمد بن مالك الكوفي. انتهى.
ومنها : أنّ الصدوق رحمه اللّه روى في الخصال (٢) ، عن الرجل بسنده إلى الصادق عليه السلام أنّه قال : «صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام :
__________________
عجيبة لم تكن معجزة ، ولا شك في أن الشيخين الأعظمين [ابن همام وأبو غالب] كانا أعرف بحاله من ابن الغضائري الذي لم يوثق أيضا ، وروى الصدوق ـ رحمه اللّه ـ هذه الأعاجيب عنه في كتبه ، سيما كتاب إكمال الدين .. إلى آخره.
ووثق المترجم سيدنا الجليل نبعة الشجرة المحمدية وحصيلة غصن الولاية العلويّة السيد علي بن أحمد بن موسى بن الإمام الجواد عليه وعلى آبائه أفضل التحية والسلام في كتابه الاستغاثة : ٩٠ ، حيث قال : حدّثنا جماعة من مشايخنا الثقات منهم جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن أحمد بن الفضل ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد اللّه بن سنان ، قال : سألت جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ..
أقول : أتعب بعض المعاصرين نفسه في المقام في تضعيف المترجم ، وكأنّه لم يتأمّل فيما نقله المصنف قدس سره ، وممّا يؤسف له أنه لم يأت بشيء جديد ، بل كرّر الشبه التي ذكرها من قبله ، ولم ينظر إلى مناقشات الموثقين له ، واللّه سبحانه العاصم. راجع : قاموس الرجال ٤١٩/٢ ـ ٤٢١.
(١) الاستغاثة في بدع الثلاثة : ٩٠ في قضية تزويج عمر من أم كلثوم.
(٢) الخصال للشيخ الصدوق رحمه اللّه ٧٢/١ حديث ١٠٩ بسنده : .. عن جعفر بن محمد ابن مالك الكوفي ، عن الحسن بن راشد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، قال : قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام : «أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه ويصدقه على قوله ، إنّ أبي حدّثني ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم السلام أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : صنفان» .. إلى آخره.