الغلاة ، والقدريّة».
ومن روى هذه الرواية ، كيف ينسب إليه ابن الغضائري الارتفاع؟. ومن لاحظ أخباره التي رواها في حقّ الأئمّة عليهم السلام ممّا هو من ضروريات مذهبنا اليوم ، جزم بأنّ كلّ ما صدر منهم من الغمز في حقه بنسبة وضع الحديث إليه ، ورميه بالارتفاع والغلوّ. وروايته عن المجاهيل والضعفاء ، وجميع عيوب الضعفاء ؛ إنّما نشأ من روايته تلك الأخبار التي رواها الصدوق رحمه اللّه وغيره ـ أيضا ـ.
ومنها : رواية البزوفري ، وابن عقدة ، عنه ، وكونه كثير الرواية ، وإكثار المشايخ الرواية عنه.
وبالجملة ؛ فلا شبهة لنا في لزوم الاعتماد على توثيق الشيخ رحمه اللّه المؤيد بما عرفت ، ولا يضعضعنا عن ذلك إلاّ ما سمعته من النجاشي من قوله : كان ضعيفا في الحديث.
ولقد تعجّب المجلسي من النجاشي من أنّه مع معرفته هؤلاء الأجلاّء ، وروايتهم عنه ، كيف سمع قول جاهل مجهول فيه؟! ثم قال : والظاهر أنّ الجميع نشأ من قول ابن الغضائري كما صرّح به النجاشي ، حيث عقّب تضعيفه إيّاه في الحديث ، بنقل كلام أحمد بن الحسين الغضائري. فانظر أنّه متى يجوز نسبة الوضع إلى أحد لرواية الأعاجيب ، والحال أنّه هو لم يروها فقط ، بل رواه جماعة من الثّقات. انتهى.
وتوقّف الوحيد رحمه اللّه (١) في نسبة كون منشأ تضعيف النجاشي تضعيف ابن الغضائري ؛ بأنّ المطلع على أحوال النجاشي وطريقته ، يأبى من كون منشأ تضعيفه قول ابن الغضائري.
__________________
(١) تعليقة الوحيد رحمه اللّه المطبوعة على هامش منهج المقال : ٨٦ [الطبعة المحققة ٢٣٥/٣ برقم (٣٧٦)].