ذكر المساجد المعظمة بمدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله
عمل مسجد قبا
قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «مَنْ أَتَاهُ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ رَجَعَ بِعُمْرَةٍ» ١.
فإذا دخلته صلّ فيه تحية المسجد ركعتين، و سبّح تسبيح الزهراء عليها السّلام، ثم اتل الزيارة الجامعة المختصرة التي نذكرها لزيارة يونس بن متى عليه السّلام،
ثُمَّ تَدْعُو فَتَقُولُ: يَا كَائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَ يَا كَائِناً بَعْدَ هَلاَكِ كُلِّ شَيْءٍ، لاَ يَسْتَتِرُ عَنْهُ شَيْءٌ، وَ لاَ يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، كَيْفَ تَهْتَدِي اَلْقُلُوبُ إِلَى صِفَتِكَ، أَوْ تَبْلُغُ اَلْعُقُولُ نَعْتَكَ؟ ! وَ قَدْ كُنْتَ قَبْلَ اَلْوَاصِفِينَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ لَمْ تَرَكَ اَلْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ اَلْأَبْصَارِ فَتَكُونَ بِالْعَيَانِ مَوْصُوفاً، وَ لَمْ تُحِطْ بِكَ اَلْأَوْهَامُ فَتُوجَدَ مُتَكَيَّفاً مَحْدُوداً، حَارَتِ اَلْأَبْصَارُ دُونَكَ، وَ كَلَّتِ اَلْأَلْسُنُ عَنْكَ، وَ عَجَزَتِ اَلْأَوْهَامُ عَنِ اَلْإِحَاطَةِ بِكَ، وَ غَرِقَتِ اَلْأَذْهَانُ فِي نَعْتِ قُدْرَتِكَ، وَ اِمْتَنَعَتْ عَنِ اَلْأَبْصَارِ رُؤْيَتُكَ، وَ تَعَالَتْ عَنِ اَلتَّحْدِيدِ أَزَلِيَّتُكَ.
وَ صَارَ كُلُّ شَيْءٍ خَلَقْتَهُ حُجَّةً لَكَ، وَ مُنْتَسِباً إِلَى فِعْلِكَ، وَ صَادِراً عَنْ صُنْعِكَ، فَمِنْ بَيْنِ مُبْتَدَعٍ يَدُلُّ عَلَى اِبْتِدَاعِكَ، وَ مُصَوَّرٍ يَشْهَدُ بِتَصْوِيرِكَ، وَ مُقَدَّرٍ يُنْبِئُ عَلَى تَقْدِيرِكَ، وَ مُدَبَّرٍ يَنْطِقُ بِتَدْبِيرِكَ، وَ مَصْنُوعٍ يُومِئُ إِلَى تَأْثِيرِكَ. لَمْ تُحْدِثْ شَيْئاً مِنْ مَصْنُوعَاتِكَ وَ مَبْرُوءَاتِكَ وَ مَفْطُورَاتِكَ وَ أَرْضِكَ وَ أَجْنَاسِ خَلْقِكَ؛ لِتَسْدِيدِ سُلْطَانٍ،
١) رواه ابن قولويه في كامل الزّيارات:٢٤/٢، و الصّدوق في الفقيه ١:١٤٨/٦٨٥، و ابن المشهديّ في مزاره:١١٣.