__________________
سنة ١٤٥ ..
أقول : رماه جمع بالضعف منهم ابن سعد في طبقاته ٣٥٩/٦ : الحجّاج بن أرطاة ابن ثور بن هبيرة بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك ابن النخع من مذحج ، ويكنّى الحجّاج : أبا أرطاة ، وكان شريفا مريّا ، وكان في صحابة أبي جعفر فضمّه إلى المهدي ، فلم يزل معه حتى توفّي بالريّ ، والمهدي بها يومئذ ، في خلافة أبي جعفر. وكان ضعيفا في الحديث ، ورماه جمع بالتدليس منهم ، تاريخ بغداد ٢٣٠/٨ برقم ٤٣٤١ بعد العنوان : كان مع أبي جعفر المنصور في وقت بناء مدينته ، ويقال إنّه ممّن تولّى خططها ، ونصب قبلة جامعها ، والحجّاج أحد العلماء بالحديث ، والحفاظ له .. إلى أن قال : وكان مدلّسا ، يروي عمّن لم يلقه .. إلى أن قال في صفحة : ٢٣٢ : كان الحجّاج عندنا أقهر لحديثه من سفيان الثوري ... إلى أن قال : قال شعبة : إن أردت الحديث فعليك بالحجّاج ابن أرطاة إلى .. أن قال في صفحة : ٢٣٣ : أول من ارتشى من القضاة بالبصرة ، الحجاج بن أرطاة .. إلى أن قال في صفحة : ٢٣٤ : وكان حجاج يقع في أبي حنيفة ويقول : إنّ أبا حنيفة لا يعقل للّه عقله .. إلى أن قال في صفحة : ٢٣٥ : قال لنا زائدة : اطرحوا حديث أربعة حجاج بن أرطاة ، وجابر ، وحميد ، والكلبي .. إلى أن قال : قلت ليحيى بن معين : الحجاج بن أرطاة؟ فقال : صالح .. إلى أن قال في صفحة : ٢٣٦ : وسئل يحيى مرّة اخرى عن الحجّاج بن أرطاة ، فقال : ضعيف. وقال يحيى : الحجاج بن أرطاة يدلّس .. إلى أن قال : وسئل يحيى ـ وأنا أسمع ـ عن حجاج بن أرطاة ، فقال : صدوق ، وليس بالقوي في الحديث .. إلى أن قال : عن ابن شيبة حدّثنا جدي ، قال : الحجّاج بن أرطاة صدوق وفي حديثه اضطراب.
أقول : من تأمل في اضطراب كلمات القوم في الرجل من تضعيفه تارة ، ورميه بالتدليس اخرى ، ووصفه بأنّه صدوق تارة ثالثة ، وأنّه عليكم به ، فإنّه ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه ، وإنّه من الثقات ، والأهمّ من ذلك الاضطراب من شخص واحد مثل ابن معين من قوله : صالح ، ثم قوله : ضعيف ، ومن أنّه يدلس ، ومن أنّه صدوق .. إلى غير ذلك من جمل المدح والقدح .. وهذا كلام هؤلاء في الرجل مع ما فيه من التناقض البيّن ، والظاهر أنّ تيهه ، وحبّ الشرف ،