__________________
٨٧/٨ .. وغيرهما أنّه أرسل [معاوية] إلى رؤوس الأنصار مع علي فعاتبهم ، فأرسل معاوية إلى أبي مسعود ، والبرّاء بن عازب ، وخزيمة بن ثابت ، والحجّاج بن غزية ، وأبي أيوب فعاتبهم.
وروى الطبري في تاريخه ٤٧٩/٤ ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٧/١٤ ـ واللفظ متقارب ـ : قال أبو جعفر : ثم أجمع عليّ عليه السلام على المسير من الربذة إلى البصرة ، فقام إليه رفاعة بن رافع ، فقال : يا أمير المؤمنين! أيّ شيء تريد؟ وأين تذهب بنا؟ قال : «أمّا الذي نريد وننوي فإصلاح إن قبلوا منّا وأجابوا إليه» ، قال : فإن لم يقبلوا؟ قال : «ندعوهم ونعطيهم من الحقّ ما نرجو أن يرضوا به» ، قال : فإن لم يرضوا ، قال : «ندعهم ما تركونا» ؛ قال : فإن لم يتركونا؟ قال : «نمتنع منهم» ، قال : فنعم إذا.
وقام الحجّاج بن غزيّة الأنصاري ، قال : واللّه يا أمير المؤمنين! لأرضينّك بالفعل ، كما أرضيتني منذ اليوم بالقول. ثم قال :
دراكها دراكها قبل الفوت |
|
وانفر بنا واسم بنا نحو الصوت |
لا وآلت نفسي إن خفت الموت
واللّه لننصرنّ اللّه عزّ وجلّ كما سمّانا أنصارا.
وذكر ابن شهرآشوب في المناقب ١٦٠/٣ في وقعة الجمل : فقال الحجّاج بن عمرو الأنصاري في ردّ كلام عائشة حينما كانت تحرّض أصحابها :
يا معشر الأنصار قد جاء الأجل |
|
إنّي أرى الموت عيانا قد نزل |
فبادروه نحو أصحاب الجمل |
|
ما كان في الأنصار جبن وفشل |
فكل شيء ما خلا اللّه جلل
وقال المسعودي في مروج الذهب ٣٨٢/٢ وفي قتل عمار بن ياسر يقول الحجّاج ابن غزّية الأنصاري :
يا للرجال لعين دمعها جاري |
|
قد هاج حزني أبو اليقظان عمار |
أهوى إليه أبو حوّا فوارسه |
|
يدعو السكون وللجيشين إعصار |
فاختلّ صدر أبي اليقظان معترضا |
|
للرمح ، قد وجبت فينا له النار |
اللّه عن جمعهم لا شكّ كان عفا |
|
أتت بذلك آيات وآثار |
من ينزع اللّه غلا من صدورهم |
|
على الأسرة لم تمسسهم النار |