ذا وسوسة ، فصبّ على أعضائه ماء كثيرا ، فقال له : «أرقت ماء كثيرا يا حسن؟» فقال : ما أراق أمير المؤمنين من دماء المسلمين أكثر! فقال : «أوساءك ذلك؟» قال : نعم ، قال : «فلا زلت مسوءا» [قالوا :]. فما زال الحسن عابسا قاطبا مهموما ، إلى أن مات (١).
وذكر هذا الخبر بتفاوت يسير في الألفاظ في أصولنا ، على أنّ ذمّه من طرقنا متواتر (٢).
ولكن الذي يظهر ممّا روي صحيحا ، عن أبان بن أبي عياش أنّ حسنا تاب في آخر أمره. ويأتي نقل الخبر في ترجمة : سليم بن قيس إن شاء اللّه تعالى ، وملخّص ذلك الخبر أنّ سليما أخذ من أبان عهودا ومواثيق ، وسلّم إليه كتابه المتضمّن للأخبار المعتبرة الناطقة بهلاك جميع أمّة محمّد صلّى اللّه عليه وآله من المهاجرين والأنصار والتابعين ، غير علي بن أبي طالب عليه السلام وأهل بيته
__________________
شرح النهج لابن أبي الحديد ١١/٢٠ : كان الحسن إذا جلس في مجلسه فتمكن ذكر عثمان وترحّم عليه ثلاثا ، ولعن قتلته ثلاثا.
(١) إلى هنا كلام ابن أبي الحديد.
أقول : كيف يمكن أن يصدر هذا الكلام ممّن يؤمن باللّه وبرسوله صلّى اللّه عليه وآله؟ ، وكيف يصح الحكم بإسلام من يعترض على إمام المتقين أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : ما أراق أمير المؤمنين من دماء المسلمين أكثر؟ مع ما تواتر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قوله : «يا علي حربك حربي» وقوله : «علي مع الحقّ والحقّ مع علي يدور معه حيثما دار» وإخباره صلّى اللّه عليه وآله وسلم بأنّه عليه السلام يحارب الناكثين والقاسطين والمارقين. فالقول بأنّ الرجل من أضعف الضعفاء هو المتعين.
(٢) قال في منتهى المقال : ٩١ [المحقّقة ٣٦٤/٢ برقم (٧٠٨)] ـ بعد أن ذكر شطرا من ترجمته ـ : على أنّ ذمّه من طرقنا متواتر ، وفي ملخّص المقال في فصل الضعاف ، قال : الحسن البصري ممّن يبغض عليا عليه السلام ويذمّه ، كذا في شرح ابن أبي الحديد ، وذمّه من طرقنا متواتر.