وشيعته.
قال سليم [كذا] : فكان أوّل من لقيت بعد قدومي البصرة الحسن بن أبي الحسن البصري ـ وهو يومئذ متوار عن الحجّاج ، والحسن يومئذ من شيعة علي عليه السلام من مفرطيهم ، نادم متلهّف على ما فاته من نصرة علي عليه السلام والقتال معه يوم الجمل ـ فخلوت به في شرق دار أبي خليفة الحجّاج ابن أبي عتاب فعرضتها عليه ، فبكى ، ثم قال : ما في حديثه شيء إلاّ حقّ قد سمعته من الثقات من شيعة عليّ عليه السلام .. وغيرهم. إلى هنا محلّ الحاجة من قول أبان المروي صحيحا (١).
__________________
(١) أقول : وممّا ذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٩٦/٤ إنه قال : وروى أبان بن عياش ، قال : سألت الحسن البصري عن علي عليه السلام ، فقال : ما أقول فيه ، كانت له السابقة والفضل والعلم والحكمة والفقه والرأي والصحبة والنجدة والبلاء والزهد والقضاء والقرابة ، إنّ عليّا كان في أمره عليا ... رحم اللّه عليا ، وصلّى عليه! فقلت : يا أبا سعيد! أتقول : صلّى عليه لغير النبي؟! فقال : ترحّم على المسلمين إذا ذكروا ، وصلّ على النبي وآله .. وعلي خير آله ، فقلت : أهو خير من حمزة وجعفر؟ قال : نعم ، قلت : وخير من فاطمة وابنيها؟ قال : نعم ، واللّه إنّه خير آل محمّد كلّهم ، ومن يشك أنّه خير منهم؟ ، وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «وأبوهما خير منهما» ، ولم يجر عليه اسم شرك ، ولا شرب خمر ، وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لفاطمة عليها السلام : «زوجّتك خير أمتي» ، فلو كان في أمته خير منه لاستثناه ، ولقد آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بين أصحابه ، فآخى بين علي ونفسه ، فرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خير الناس نفسا ، وخيرهم أخا. فقلت : يا أبا سعيد! فما هذا الذي يقال عنك إنّك قلته في عليّ؟ فقال : يا بن أخي ، احقن دمي من هؤلاء الجبابرة ، ولو لا ذلك لسالت بي الخشب.
وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب ٤٦٤/٢ في ترجمة سيد الموحّدين أمير المؤمنين عليه السلام أنّه : وسئل الحسن بن أبي الحسن البصري عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه [عليه السلام]؟ فقال : كان عليّ سهما صائبا من مرامي اللّه على عدوّه ، ورباني