قال : «ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه» ، قال : «برّه بهم ، بر بوالديه». انتهى ما في رجال الكشي.
وعلّق الشهيد الثاني رحمه اللّه (١) على قول العلاّمة : وروى السيّد علي .. إلى آخره ، قوله : في طريقها إبراهيم بن عبد الحميد ، وهو واقفي. وفي الأولى : جعفر ابن محمّد الخثعمي ، وحاله مجهول. وفي الثانية : علي بن محمّد العقيقي ، وهو ضعيف. وحينئذ فلا شاهد في الرواية ، مع أنّ مضمونها لا يقتضي مدحا معتبرا في هذا الباب ، فإدخاله في هذا (*) القسم ليس بجيد. انتهى.
وأقول : إنّا قد أوضحنا في ترجمة : إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني ، أنّه وإن كان واقفيا ، إلاّ أنّه موثّق. كما أوضحنا في ترجمة : جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعمي ، كونه من الحسان. وقد أثبتنا في محلّه حجّية الخبر الموثّق والحسن ، فلسنا معذورين في ترك هذه الرواية.
والمناقشة في دلالتها كما ترى ؛ لأنّ الإمام عليه السلام لا يظهر حبّ من لا يرضى بفعاله ، مع أنّ كون الرجل إماميّا يحرز من عدم غمز من الشيخ رحمه اللّه في مذهبه ، والرواية المذكورة تفيد مدحا فيه ، فيكون الرجل من الحسان.
بقي هنا شيء ؛ وهو أنّ عندي نسختين من الكشي معتمدتين ، في كلّ منهما في عنوانه ونفس الرواية الحسن بن حبيش (٢) ، مضافا إلى ما في
__________________
(١) في تعليقته المخطوطة على الخلاصة : ٩ من نسختنا.
(*) يعني في قسم الثقات. [منه (قدّس سرّه)].
(٢) أقول : اختلف التعبير عن والد المترجم ، ففي الخلاصة المطبوعة : ٤١ برقم ١٢ ضبطه