إلى أمور :
فمنها : أنّ الصدوق رحمه اللّه يروي عنه مترضيا ، ومترحما عليه.
ومنها : أنّه قد أكثر من الرواية عنه.
ومنها : أنّ له منه إجازة ، وكيفيّة إجازته أنّه أجاز له ما يصحّ عنده من حديثه. ثمّ قال : فبملاحظة ما ذكر ، وكونه شيخ الإجازة ، وكونه شيخ إجازة التلعكبري أيضا وأنّه أخبر عنه جماعة كثيرة من أصحابنا بكتبه يتبين أنّه من مشايخ الإجازة الأجلاّء. وقد مرّ في الفائدة الثالثة أنّ مشايخ الإجازة ثقات ، سيما مثله. ومرّ أيضا أنّ كون الرجل ممّن يروي عنه جماعة من أصحابنا ، ممّا يشهد على جلالته [وكذا رواية الجليل عنه] وكذا كونه كثير الرواية .. إلى غير
__________________
٣٩١/٤ ـ ٣٩٢ برقم ٢٢٨٠ في ترجمة أحمد بن محمّد النيسابوري ، بسنده : .. عن علقمة ، عن عبد اللّه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه [وآله] وسلم : «خير رجالكم علي بن أبي طالب ، وخير شبابكم الحسن والحسين ، وخير نسائكم فاطمة بنت محمّد صلى اللّه عليهما».
أما الكتاب ؛ فآية المباهلة الصريحة بأنّ عليا هو نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم باجماع المفسرين من العامّة والخاصة إلاّ الخوارج ، فإذا كان نفس رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، كان علي خير البشر ؛ لأنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم خير البشر ، وآية الغدير ، وآية التطهير ، وحديث الثقلين ، وحديث المنزلة ، وحديث الطير .. وآيات كثيرة وروايات عديدة متفق عليها من الفريقين بأنّها في علي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام ، هذه كلها تدعم الحديث الذي أنكره الخطيب وابن حجر ، وهنا نلفت نظر المنصف بأنّ نسبة ابن حجر قلّة الحياء إلى الدبري في روايته هذه الفضيلة ، أو نسبة الافتراء للعلوي في روايته هذه الفضيلة ، أو حكم ابن حجر بأنّ الخبر باطل جليّ ، واستعاذته باللّه من الخذلان ، هل ينطبق على ابن حجر الذي يخالف إنكاره للروايات والآيات الشريفة والأحاديث النبوية المتفق عليهما بين الفريقين أو على الشريف العلوي المترجم الذي تؤيد صحة روايته جملة من الآيات والروايات الصحيحة عندهم ، ولكن قال اللّه عزّ من قائل : (وَمَنْ كٰانَ فِي هٰذِهِ أَعْمىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً) صدق اللّه العلي العظيم.