أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام. وعدّ حمادا هذا من الستّة الثانية ، الذين هم من الستّة المتأخرة من أصحاب الصادق عليه السلام ، وإلى ذلك أشار العلاّمة وابن طاوس بكلمة (في الآخرين) في آخر عبارتيهما ، وقد وردت فيه روايات :
فمنها : ما رواه الكشّي رحمه اللّه (١) عن حمدويه ، وإبراهيم ابني نصير ، قالا : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن حمّاد بن عيسى البصري ، قال : سمعت أنا وعبّاد بن صهيب البصري من أبي عبد اللّه عليه السلام ، فحفظ عبّاد مائتي حديث ، وكان يحدّث بها عنه عبّاد ، وحفظت أنا سبعين حديثا. قال حمّاد : فلم أزل أشكّك حتى اقتصرت على هذه العشرين حديثا ، التي لم تدخلني فيها الشكوك.
ومنها : ما رواه هو رحمه اللّه (٢) عن حمدويه ، قال : حدّثني العبيدي ، قال حمّاد بن عيسى : دخلت على أبي الحسن الأوّل عليه السلام ، فقلت له : جعلت فداك! ادع اللّه لي أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحج ، فقال : «اللهم صلّى على محمد وآل محمد ، وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة» ، قال حمّاد : فلمّا اشترط خمسين سنة ، علمت أنّي لا أحج أكثر من خمسين سنة ، قال حمّاد : وحججت ثماني وأربعين سنة ، وهذه داري قد رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذا خادمي ، قد رزقت كلّ ذلك .. فحجّ بعد هذا الكلام حجّتين (٣) ، ثم خرج بعد الخمسين حاجّا ، فزامل
__________________
(١) الكشّي في رجاله : ٣١٦ حديث ٥٧١.
(٢) في رجاله أيضا : ٣١٦ ـ ٣١٧ حديث ٥٧٢ ، والاختصاص للشيخ المفيد : ٢٠٥ : ما روي في حمّاد بن عيسى الجهني البصري ..
(٣) في المصدر : تمام الخمسين.