الله عز وجل ، ولم ننكر لأحد من هؤلاء فضلهم ، فمتى اتخذتم عيسى رباً جاز لكم أن تتخذوا اليسع وحزقيل رباً ، لأنهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى من إحياء الموتى !) (١) .
ثم جعل الإمام عليهالسلام يترسل في ذكر أمثلة أخرى ، كإحياء الألوف من بني إسرائيل الذين خرجوا من ديارهم حذر الموت ، فأماتهم الله ثم أحياهم نبي من أنبياء بني إسرائيل بإذن الله ، ثم دعوة إبراهيم للطيور التي قطعها قطعاً فناداهن ثم أتت إليه سعياً .
وإحياء موسى لأصحابه السبعين الذين اختارهم بعد أن أخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم وبقي موسى وحيداً . وبعد سرد كل هذه الأدلة من قبل الإمام عليه ، وجه سؤاله للجاثليق قائلاً : فإن كان كل من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص والمجانين ، يتخذ رباً من دون الله ، فاتخذ هؤلاء كلهم أرباباً ، ما تقول يا نصراني ؟».
وهكذا أثبت الإمام عليهالسلام للجاثليق خطأ زعمهم ألوهية عيسى عليهالسلام .
ولما تشعب الكلام معه حول الإنجيل وكيف فقد ، ومن ثم كتبه تلاميذ تلاميذ المسيح من بعده ، أماط الإمام اللثام عن التحريف الذي حصل للإنجيل بعد ضياعه، وكيف أن تلاميذ تلاميذ المسيح عليهالسلام قد خطوه بأيديهم ، وحرفوه واختلفوا فيه حول طبيعة المسيح عليهالسلام ، أقر الجاثليق بكل ما جاء به الإمام الرضا عليهالسلام عن الإنجيل وكيفية تحريفه ، فقال مخاطباً الإمام عليهالسلام :
قد بان لي من فضل علمك بالإنجيل، وسمعت أشياء مما علمته ،
__________________
(۱) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ية ١: ١٤٣/ ضمن الحديث ١.