شهد قلبي أنها حق، فاستزدت كثيراً من الفهم (١) .
وعندما كشف الإمام عليهالسلام عن التناقض الذي وقع فيه علماء الإنجيل ـ لوقا ومرقابوس ومتى ويوحنا ـ حول طبيعة المسيح عليهالسلام ، أذعن الجاثليق بهذه الحقائق ، وأقر بالعمق المعرفي للرضا عليهالسلام ، ثم قال : فلا وحق المسيح ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك (٢) .
ثم نرى كيف أن الإمام عليهالسلام يحاجج رأس الجالوت في عقيدة اليهود بإيراده للبراهين الواضحة في ذلك متسائلاً: أرأيت ما جاء به موسى من الآيات ، أشاهدته ؟! أليس إنما جاء في الأخبار من ثقات أصحاب موسى أنه فعل ذلك ؟! قال : بلى .
قال : «فكذلك أتتكم الأخبار المتواترة بما فعل عيسى بن مريم، فكيف صدقتم بموسى ، ولم تصدقوا بعيسى ؟! فلم يجر جواباً .
قال الرضا عليهالسلام : وكذلك أمر محمد صلىاللهعليهوآله وما جاء به ، وأمر كل نبي بعثه الله ، ومن آياته أنه كان يتيماً فقيراً أجيراً ولم يختلف إلى معلم ، ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء حرفاً حرفاً ، وأخبار من مضى ومن بقي إلى يوم القيامة ، ثم كان يخبرهم بأسرارهم وما يعملون في بيوتهم ، وجاء بآيات كثيرة لا تحصى (٣) .
وهكذا كان رده عليهالسلام على المجوس والصابئة الذين اعتمدوا منهج النقل في إثبات ما هم عليه ، في أنهم إذا كانوا يؤمنون بكل ما يؤمنون به من الأديان السابقة عن طريق نقل الثقات ، فلم لا يؤمنون بالأديان اللاحقة والتي
__________________
(۱) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٤٦ /ضمن الحديث ١.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١٤٧:١ /ضمن الحديث ١.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١: ١٥٠ /ضمن الحديث ١.