فِي الظُّلُمَاتِ ) (۱) أي ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت ، ( أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) (٢) بتركي مثل هذه العبادة التي فرغتني لها في بطن الحوت ، فاستجاب الله له (٣) .
ومن هذه الإجابات وغيرها تتضح لنا حقيقة ، وهي أن من الآيات القرآنية ما يمكن الوصول إلى معانيها من خلال ظواهرها ، ومنها ما يحتاج إلى الرجوع لذوي الاختصاص في فهم أبعادها ومراميها ، حتى يؤمن من الوقوع في الخطأ والشبهة .
الإمامة :
ومثلما كان الإمام يبادر تارة لبيان المفاهيم الصحيحة لأهم ركائز العقيدة الإسلامية ، كالتوحيد وما يتفرع عنه من مفاهيم في الصفات الإلهية والأفعال الإلهية وما إلى ذلك، وكذلك الحال في الركيزة الأخرى وهي النبوة، نراه يوضح ركيزة ثالثة على درجة عالية من الأهمية وهي مسألة الإمامة، والتي تعتبر عند مدرسة أهل البيت عليهمالسلام مر إلهي وجعل رباني لا رأي لأحد فيها من الأمة، وأن الإمام يجب أن يكون منصوصاً عليه من قبل النبي صلىاللهعليهوآله ، إذ هي امتداد للنبوة ، فكيف يترك النبي صلىاللهعليهوآله مسألة الإمامة أو القيادة دون تعيين وقد بين للأمة صغير الأمور فضلاً عن كبيرها، علماً أن الخليفة الأول والثاني قد عينا أشخاصاً قبيل وفاتهم لأمر الخلافة ؟!
وقد حظيت هذه المسألة بأهمية بالغة عند الإمام الرضا عليهالسلام ، فأجاب عن الإشكالات والشبهات المطروحة إجابة وافية شافية ، نجدها في الرواية
__________________
(۱و٢) سورة الأنبياء ٢۱ : ۸۷ .
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ۱: ۱۷۹ /ضمن الحديث ١.