العباد بالطاعة لم يكن الله عنها صاداً ، ولا منها مانعاً، وإن انتمروا بمعصية فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل، وإن لم يحل وفعلوا، فليس هو الذي أدخلهم فيها (١) .
ومن خلال النظر في ثنايا الكتاب سوف نرى أن الإمام الرضا عليهالسلام علي قداتخذ من اسلوب الحوار الهادف ، المبني على الدليل ، وسيلة للإقناع ، فكانحواره مع أهل الأديان والعقائد المختلفة حواراً مفتوحاً، وذلك من خلالالمناظرات التي عقدها معهم، وسعى من خلالها لإطلاق العقول من عقالالجهل والحيرة والضلالة .
النبوة :
لعل من أهم المشاهد التي نسوقها في هذا المجال جلوس الإمام الرضا عليهالسلام مع أهل الأديان وأصحاب المقالات مثل الجاثليق ورأس الجالوت وعمران الصابئ والهربذ الأكبر، عند المأمون، ودار الحوار فيمواضيع عقائدية حساسة كإثبات نبوة النبي صلىاللهعليهوآله من الكتب السماوية حيث تتجلى لنا عظمة وعلم الإمام الرضا عليهالسلام وكونه حجة الله على عباده من خلال معرفته الكاملة بالكتب السماوية، وحفظه التام لمتونها ، واطلاعه الدقيق على ما تتضمنه من نصوص تثبت نبوة نبينا صلىاللهعليهوآله بحيث لا يسعهم إنكارها والتنصل منها ، يتضح لنا ذلك من المناظرة التي جرت بمحضر المأمون وبطلب منه بين الإمام الرضا عليهالسلام من جهة وبين الجاثليق النصراني ورأس الجالوت اليهودي من جهة أخرى، وقد طلب الجاثليق من الإمام الرضا عليهالسلام بعد كلام دار بينهما أن يقيم شاهدي عدل على ما يقوله في
__________________
(۱) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١: ١٣٢ / ٤٨ .