إذ أيُّ مناسبة بين معاوية والهداية به ؟!
فهل من الهداية به إلحاقه العَهارَ (١) بالنسب جهراً (٢) ، وإضلاله قطرالشام حتى أماتهم ميتة جاهليّةً ؛ لجهلهم بإمام زمانهم وخروجهم عليه (٣) ؟!
وهل من الهداية به لبسه الحرير والديباج ، وشربه الخمر ، واستعماله أواني الذهب والفضة (٤) ؟ !
إلى غير ذلك مما يتهتك به ، كما ستعرف .
وليت عمر بعد ما ولاه على رقاب المسلمين يسمع به قول قائل ، أو لا يَمدّه في غيه بالمال ، أو لا يغضي عما يعمله من سييء أفعاله .
روى في «الاستيعاب» بترجمة معاوية : «أنّه ذُمّ يوماً عند عمر ، فقال : دعونا من ذم فتى قريش» (٥) .
وروى أيضاً : أنّه كان يجري عليه في كل شهر ألف دينار» (٦) .
__________________
(١) العهار : عهر اليها يعهر عهراً وعهوراً وعهارةً وعهورة وعاهرها عهاراً : أتاها ليلاً للفجور . ثمّ غلب على الزنا مطلقاً وقيل هو الفجور.
أنظر : لسان العرب ٩ / ٤٥١ ، تاج العروس ٧ / ٢٧٩ مادة « عهر » .
(٢) إشارة إلى استلحاقه زياد ابن ابيه ونسبه لأبي سفيان علانيةً
(٣) إشارة إلى خروج معاوية ومعسكره من أهل الشام لحرب أمير المؤمنين صلىاللهعليهوآلهوسلم في صفين.
(٤) سنن أبي داود ٤ / ٦٧ رقم ٤١٣١ كتاب اللباس ، مسند أحمد ٥ / ٣٤٧ ، الاستيعاب ٢ / ٨٣٦ رقم ١٤٢٤ [دون أن يسمّي معاوية ] ، تاريخ دمشق ٢٦ / ١٩٧ ــ ١٩٨ وص ١٩٨ ٢٠٠ في ترجمة عبادة بن الصامت برقم ٣٠٧١ و ج ٢٧ / ٣١٢ بترجمة عبد الله بن الحارث بن أُمية بن عبد شمس برقم ٣٢٣٠ بن عبد شمس برقم ٣٢٣٠ ، و ج ٣٤ / ٤٢٠ ، أسد الغابة ٣ / ٣٥٣ رقم ٣٣٢٢ ، شرح نهج البلاغة ٥ / ١٣٠ ، الاصابة ٤ / ٣٢١ رقم ٣٤٠ بترجمة عبد الرحمن بن سهل بن زيد الأنصاري .
(٥) الاستيعاب ٣ / ١٤١٨ .
(٦) الاستيعاب ٣ / ١٤١٦ .