يقول فيه :
«فإنّك قد جعلت دينك تبعاً لدنيا امريء ، ظاهر غيّه ، مهتوك ستره ...» إلى آخره .
قال : «أما مهتوك ستره ؛ فإنّه كان كثير الهزل والخلاعة ، صاحب جلساء وسمار .
ومعاوية لم يتوفّر ، ولم يلزم قانون الرياسة إلا منذ خرج على أمير المؤمنين عليهالسلام ، واحتاج إلى الناموس والسكينة .
وإلا فقد كان في أيام عثمان شديد التهتك ، موسوماً بكل قبيح.
وكان في أيام عمر يستر نفسه قليلاً ؛ خوفاً منه ، إلا أنّه كان يلبس الحرير والديباج ، ويشرب في آنية الذهب والفضة ، ويركب البغلات ذوات المحلاة بهما ، وعليهما جلال (١) الديباج والوشي ، وكان حينئذ شاباً وعنده نزق الصبا وأثر الشبيبة ، وسكر السلطان والإمرة .
ونقل الناس عنه في كتب السيرة : إنّه كان يشرب الخمر في أيام عثمان بالشام ، وأما بعد وفاة أمير المؤمنين عليهالسلام واستقرار الأمر له ، فقد اختلف فيه.
فقيل : إنّه شرب الخمر في ستر ، وقيل : لم يشرب .
ولا خلاف أنّه الغناء وطرب عليه ، وأعطى ووصل عليه» (٢) .
أقول ، الظاهرُ شربه لها بعد استقرار الأمر له ؛ لما في «مسند
__________________
(١) الجلال : جمع الجل ، وجل الدابة : الذي تلبسه لتصان به ، وجلال كل شيء : غطاؤه . لسان العرب ٢ / ٣٣٦ .
(٢) شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٦٠ ــ ١٦١ .