الكريم بهذا ولوازمه من بغض هذا الحي ولعنه ((١)) ، ونحن ما زدنا على هذا . ومما ذكرنا يعلم أن معاوية ليس من موتانا الذين أريدوا بقوله : لا تذكروا موتاكم إلا بخير»
ولا شك لعاقل أن غرض هذا الخصم وصحبه من هذه الكلمات ونحوها منع النظر في مطاعن أوليائهم ؛ لئلا يتضح حالهم ، وإلا فأي شخص ينكر وجوب النظر في معرفة الدين الحقِّ وبيان أدلته ومؤيداته ؟!
ثمّ إن ما ذكره من تسليم صحة حديث : قتل الفئة الباغية لعمار .
يستلزم أن يقول : إن معاوية وأصحابه دعاة النار ؛ لاشتمال الحديث على ذلك ، وهو مستفيض الرواية((٢)) . حتى رواه البخاري في باب الجهاد ((٣)) بلفظ : «ويح عمّار ! تقتله الفئة الباغية ، عمّار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار» ((٤))
ورواه أيضاً في «كتاب الصلاة » ((٥)) بلفظ : «ويح عمّار ! يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار»((٦)).
الملعونة في القرآن) سورة الإسراء ١١٧ : ٦٠ ، وأنظر كنز العمال ٨٧/١٤ ح ٣٨٠١٤.
١- انظر : المعيار والموازنة : ٢٩٩ ، مستدرك الحاكم ٣٨٣/٢ ح ٣٣٤٣
٢- بل يربو على حد التواتر ، وقد عده الزبيدي من الأحاديث المتواترة في لقط اللآلي المتناثرة ومن طريق أربعة وعشرون صحابياً، وكذا السيوطي في الأزهار المتناثرة ، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب ١١٤٠/٣ : وتواترت الآثار عن النبي صلی الله علیه و اله وسلم أنه قال : «تقتل عمار الفئة الباغية ، وهذا من إخباره بالغيب وأعلام نبوته صلی الله علیه و اله وسلم، وهو من أصح الأخبار .
٣- في مسح الغبار عن الناس في السبيل . منه قدس سرة.
٤- صحيح البخاري ٧٧/٤ ح٢٧.
٥- في التعاون في بناء المسجد . منه قدس سرة.
٦- صحيح البخاري ١٩٤/١ ح ١٠٧ .
وكفى القوم ذمّاً أن يوالوا دعاة النار الباغين على إمام زمانهم، الكافرين حين بغيهم، فقد رووا:
إن من مات وليس في عنقه بيعةً ، فقد مات ميتة جاهلية» ((١)) ، إلى نحوه من الأخبار ((٢)) .
وبالضرورة أن من لو مات مات ميتة جاهليةً ، كافر .
١- صحيح مسلم ٢٢/٦ كتاب الإمارة ، باب الأمر بلزوم الجماعة ، المعجم الك- للطبراني - ١٩ / ٣٣٤ - ٣٣٥ ح ٧٦٩ ، السنن الكبرى -للبيهقي - ١٥٦/٨ ، مصابيح السنّة - للبغوي - ٩/٣ ح ٢٧٦٥ ، مجمع الزوائد ٢١٨/٥
٢- مسند أحمد ٩٦/٤ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٨٨ ح ٩١٠ ، الإحسان بترتيب صحيح ٤٥٥٤ ، حلية الأولياء ٢٢٤/٣ ، مجمع الزوائد ٢١٨/٥ ، ابن حبان ٤٩/٧ اح اتحاف السادة ٣٣٤/٦ ، كنز العمال ١٠٣/١ ح ٤٦٤ .