حيث أدرجه في القسم الأوّل ، بل إنّما أدرجه هو وابن داود رحمهما اللّه في القسم الأوّل باعتبار أنّه كان مع أمير المؤمنين عليه السلام في جميع مواقفه ، وكذا مع الحسن عليه السلام إلى زمان الصلح ، وله كتاب إلى معاوية يشهد باعتداله يومئذ.
وفساده بعد ذلك لا يقدح فيما رواه في زمان اعتداله ، وإلاّ فكيف يخفى على آية اللّه تعالى مثالبه ، بعد اتّباعه معاوية ، فإنّه قتل أوّل ولايته من قبل معاوية جمعا كثيرا من المسلمين ، ثمّ تتبّع الشيعة بعد ذلك وقتلهم تحت كلّ حجر ومدر .. إلى غير ذلك من شنائع أفعاله ، وفضائع أعماله ، لعنة اللّه تعالى عليه ، وعلى نغله عبيد اللّه ، وعلى من استخلفهما.
وإن شئت شرح حاله ، فراجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد في مواضع ، منها في الجزء الرابع (١) ، والثامن (٢) ، والخامس عشر (٣) ، والسادس عشر (٤) ، في شرح كتاب أمير المؤمنين عليه السلام إليه حين بلغه كتاب معاوية إليه يريد خديعته باستخلافه ، وراجع سائر كتب السير (٥) ، فإنّ مخازيه أكثر من أن
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤١/٤ ، ٤٢ ، ٤٣ ، ٤٤ ، ٤٦ ، ٤٩ ، ٥١ ، ٥٤ ، ٥٨ .. وغيرها.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣٢/٨ ، ٤٣.
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٣٨/١٥ ـ ١٣٩ ، ١٧٧ ، ٢٥٨ ، ٢٥٩.
(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤/١٦ ، ١١ ، ١٨ ، ٥١ ، ٩٦ ، ١٦٦ ، ١٧٧ ، ١٧٩ .. وغيرها.
(٥) قال الذهبي في ميزان الاعتدال ٨٦/٢ ـ ٨٧ برقم ٢٩٢٣ : زياد بن أبيه ، الأمير. لا تعرف له صحبة ، مع أنّه ولد عام الهجرة. قال ابن حبان في الضعفاء : ظاهر أحواله المعصية ، وقد أجمع أهل العلم على ترك الاحتجاج بمن كان كذلك. قال ابن عساكر :