ليس لوقوعها قضيَّةٌ كَاذِبَةٌ بل تَثبُتُ (١) سمعاً وعقلاً ، أو هي مصدر كالكَذِبِ ؛ أي ليس لمجيئها وظهورها كَذِبٌ بل تقع صدقاً وحقّاً.
( ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ ) (٢) وصفها بالكَذِبِ على الإسنادِ المجازيّ ، وإنَّما هو لصاحِبِها.
( رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ) (٣) ليس المرادُ الإخبارَ بالتَّكْذِيبِ ؛ لعلمِهِ أنَّه تعالى عالمُ الغيبِ والشَّهادةِ ، ولكنَّهُ تمهيدُ مقدِّمةٍ لطلبِ الفتحِ والحكومةِ بقوله : ( فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً ) (٤) أي فاحكُم بَيْنِي وبينهم ؛ من : فَتَحَ الحاكمُ بينهم ، إذا حَكَمَ.
( وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ) (٥) ذي كَذِبٍ ، أو وصفٌ بالمصدَر مبالغةً.
الأثر
( فمن احتَجَمَ فَيَوْمُ الخَميسِ والأحدِ كَذَبَاكَ ) (٦) أي عليك بهما فاحتَجِم فيهما.
ومنه حديثُ عمر : ( كَذَبَ عليكم الحجُّ ، كَذَبَ عليكُمُ العُمرةُ ، كَذَبَ عليكم الجهادُ ، ثلاثةُ أسفارٍ كَذَبْنَ عليكم ) (٧) أي عليكم بها فالزَموها.
وعنه : ( إنَّ رجلاً شكى النِّقْرِسَ فقال : كَذَبَتْكَ الظَّهائِرُ ) (٨) أي عليكَ بالمشي في حرِّ الهَواجِرِ.
وعنه : ( إنَّ عمرو بنَ مَعدِي كَرِبٍ شكى إليهِ المَغَصَ ، فقال : عَليكَ العَسَلَ ) (٩) أي عليك بِسُرْعَةِ المَشْيِ ؛ وهو من عَسَلانِ الذئبِ ، أو عليك بالعَسَل الذي فيه شفاءٌ للنَّاس ، وقد مرَّ
__________________
(١) في « ش » : ثبت.
(٢) العلق : ١٦.
(٣) الشّعراء : ١١٧.
(٤) الشّعراء : ١١٨.
(٥) يوسف : ١٨.
(٦) الفائق ٣ : ٢٥٠ ، النّهاية ٤ : ١٥٧.
(٧) و (٨) و (٩) الفائق ٣ : ٢٥٠ ، النّهاية ٤ : ١٥٨.