التَّكذيب إليه.
( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ ) (١) نافعٌ والكسائي بالتَّخفيف ، والباقون بالتَّشديد (٢).
وعلى الأوَّل فالمعنى : لا يَجِدونَكَ كَاذِباً في نفسك ؛ لأنَّك عندهم صادقٌ أمينٌ ، وإنَّما يدفعون ما أتَيْتَ به ويقصدونَ التَّكْذِيبَ والجحودَ بآياتِ اللهِ.
وعلى الثَّاني : لا يُكَذِّبُونَكَ وإنَّما يُكَذِّبُوني ؛ على طريقةِ : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ ) (٣).
( انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ ) (٤) في قولهم : ( وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ) (٥) وإنَّما قالوا ذلك مع علمهم بعَدَمِ جَدواهُ ؛ لفرط الحَيْرَةِ والدَّهَشِ من هَولِ يومِ القيامةِ.
( لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً ) (٦) قرأ الكسائيُّ بالتَّخفيف (٧) ، أي لا يسمعونَ كَذِباً ( يكون ) (٨) بينهم ، أو لا مُكَاذَبَةَ ، والباقونَ بالتَّشديد ، أي لا يُكَذِّبُ بعضُهُم بعضاً.
( لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ) (٩) نفسٌ تَكْذِبُ على اللهِ حين تَقَعُ ؛ لأنَّ الإيمانَ حينئذٍ بما هو غائبٌ الآن ضروريٌّ ، أو كَاذِبَةٌ في نفسها كما تَكْذِبُ اليومَ ، أو
__________________
(١) الأنعام : ٣٣.
(٢) انظر السَّبعة : ٢٥٧ ، حجة القراءات : ٢٤٧ ، ومعاني القراءات : ١٥٢ ، ومعجم القراءات القرآنية ٢ : ٢٦٥.
(٣) الفتح : ١٠.
(٤) الأنعام : ٢٤.
(٥) الأنعام : ٢٣.
(٦) النّبأ : ٣٥.
(٧) السَّبعة : ٦٦٩ ، وحجة القراءات : ٧٤٦ ، ومعاني القراءات : ٥٢٤.
(٨) ليست في « ت ».
(٩) الواقعة : ٢.