بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الخاتم وعلى آله المصطفين الأخيار.
أما بعد : فهذا هو الجزء الرابع من موسوعتنا الكلامية حول المذاهب الإسلامية ، ونستعرض فيه دراسة المذهب الوهابي الّذي نشأ في أوسط القرن الثاني عشر في إقليم « نجد » وقد غاب نجمه يوم طلوعه ، وصار خامل الذكر ، ثم أعيد الي الساحة الإسلامية في أواسط القرن الرابع عشر ، بعد استيلاء العائلة السعودية على الحرمين الشريفين ( مكة والمدينة ) ، وتبنّت الدعايات السياسية الزمنية ترويج ذلك المسلك بترغيب وإرهاب ، وقامت الدوائر الإعلامية العالمية ـ عن طريق المجلات والصحف ، والمؤلفين المأجورين الجدد ـ بنشر تعاليمه وتفاصيله. أسأل اللّه سبحانه أن يوفقنا في هذا الجزء ، ويعيننا في هذه الدراسة ، ويوصلنا إلى الحق الصواب إنه قريب مجيب.
إنّ المذهب الوهابي المفروض على الشعب المسلم في الجزيرة العربية وغيرها ، قام على الأفكار الّتي ورثها مؤسّسها محمد بن عبدالوهاب ( ت ١١١٥ ـ م ١٢٠٧ ) من أحمد بن تيمية ( ت ٦٦١ ـ م ٧٢٨ ) الّذي بذر هذه الأفكار في أواخر القرن السابع (٦٩٨) وأوائل القرن الثامن ، وكانت بذرته الّتي بذرها مودوعة في الكتب وزوايا المكتبات ، إلى أن أحيى محمد بن عبد الوهاب ما دثره الدهر ، واتّخذ من عقائد شيخه في المذهب ابن تيمية قاعدة