كان إسمه « روزبة » (١) وسماه رسول الله صلى الله عليه وآله سلمان ، وكان اسم أبيه « خشفوذان » (٢) . وكان هذا الأخير من دهاقين فارس ـ وقيل من أساورتها (٣) ـ . له إمرة على بعض الفلاحين من أبناء أصفهان وكان واسع الحال يملك بعض المزارع شأن غيره من الطبقة الوسطى في المجتمع الفارسي آنذاك وكانت لولده سلمان مكانة خاصة في نفسه جعلته يستأثر بالنصيب الأكبر من إهتماماته ، فهو لا يكلفه بأي عمل شاق شأنه في ذلك شأن بقية المترفين في معاملة أبنائهم .
وفي ذات يوم كان خشفوذان مشغولاً ببناءٍ في داره فطلب من ولده أن يذهب إلى مزرعةٍ له ليشرف على سير عمل الفلاحين فيها عن كثب وطلب منه أن لا يتأخر في العودة إليه ، قائلاً له : « ولا تحتبس ، فتشغلني عن كل ضيعةٍ بهمي بك . . »
يقول سلمان : « فخرجت لذلك ، فمررت بكنيسة النصارى وهم يصلون ، فملت إليهم وأعجبني أمرهم ، وقلت : والله هذا خير من ديننا ، فأقمت عندهم
__________________
(١) : على الأشهر ، وقيل ماية .
(٢) : اسم والد سلمان ، وقيل إسمه « بوذخشان » وقيل « بود » وقيل غير ذلك . راجع أعيان الشيعة ٣٥ / ٢٢٠ .
(٣) : الاستيعاب على « الاصابة ٢ / ٥٧ »