والناس أولاد عَلَّاتٍ فمن عَلمِوا |
|
أن قد أقَلَّ فمهجورٌ ومحقورٌ (١) |
وهم بنو الأمِّ لما أن رأوا نَشَباً |
|
فذاك بالغيب محفوظ ومنصور (٢) |
والخير والشر مقرونان في قَرَنٍ |
|
فالخير مُتَّبَعٌ والشر محذورُ (٣) |
فلما قدم عبد المسيح على كسرى ، أخبره بقول سطيح .
فقال : إلى أن يملك منا ستة عشر ملكاً تكون أمور ويدور الزمان .
قالوا : ولما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ارتج إيوان كسرى ، وسقطت منه أربع عشر شرفة ، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك مائة عام ، وغاضت بحيرة ساوة ، وكانت لا تغيض ، وفاض وادي السماوة بالماء . وان الرؤيا التي رآها كسرى والموبذان كانت في تلك الليلة .
وقد يجد القارىء في هذه القصة شيئاً من الغرابة يأخذه معها العجب ، ولكن حينما يعود الأمر لله سبحانه فيما يختص به أنبيائه وأصفيائه ، لا يبقى العجيب عجيباً ، ولا الغريب غريباً .
لقد كان هذا التغير الطارىء العجيب إشعاراً ببداية عهد جديد على الأرض ، يقوم على أسس العدل والحكمة ، كما كان إخطاراً يلوح لبداية انقراض العهود المظلمة ، وانتهاء مسيرة المدلجين في وهد الباطل .
البشارة
مع هذه البداية الغريبة بدأت البشارة باقتراب الموعد وساعة الخلاص ، البشارة التي تحدث عنها المسيح عليه السلام ، ورسمت في الإنجيل ، وترجمها لنا القرآن .
« وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ
__________________
(١) : أولاد العلات : أولاد امهات شتى لرجل واحد .
(٢) : النشب : المال والخير .
(٣) : القرن : الحبل .