المواصفات ؟ ، ولكن شاء الله أن تكون حياة هذا الفارسي مليئة بأسرار لا يعلمها إلا هو ، واختارت مشيئة سبحانه ان يكون لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم القدرة على تحقيق ما يعجز عنه البشر وأن تحصل على يديه خوارق تزيد المؤمنين بصيرة .
« فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أهون ما طلبتْ ! » ثم قال ، قم يا علي فاجمع هذا النوى كلّه ، فأخذه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وغرسه . ثم قال إسقه ، فسقاه فما بلغ آخره حتى خرج النخل ولحق بعضه بعضاً .
والتفت رسول الله إلى سلمان قائلاً : ادخل إليها وقل : يقول محمد بن عبد الله هذا شيئك فاستلميه ، وسلمينا شيئنا .
قال : فدخلت عليها وقلت لها ذلك ، فخرجَتْ ونظرت إلى النخل ، فقالت :
والله لا أبيعك له إلا بأربعمائة نخلة صفراء ! .
لقد دهشت هذه المرأة لما رأتْ ، فها هو النخل أمام عينيها وقد صار فسيلاً ، يا لله ! هل هو السحر ؟ أم هو الإعجاز الذي يؤيد الله به أنبياءه ؟ وفي حالةٍ من الاضطراب لا توصف ، تراجعت عن كلامها ، أنها تريد النخل بأجمعه أصفر . وتدخلت العناية الإلهية مرةً ثانية حيث « هبط جبرئيل عليه السلام ومسح النخل بجناحيه فصار كله أصفر » .
فقال النبي لسلمان ، قل لها : إن محمداً يقول لك خذي شيئك وادفعي لنا شيئنا .
قال سلمان ، فقلت لها ذلك ، فقالت : والله لنخلة من هذه أحب إلي من محمد ومنك . !
فقلت لها : والله ليوم واحد مع محمد أحب إلي منك ومن كل شيء أنت فيه .
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله اعتقني وسماني : سلمان .