رشيد رضا في كتابه تفسير المنار (١) في قوله تعالى : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ ) (٢) ، فانه حينما يمرّ بها هناك يقول : الروايات ضعيفة ، فهو يحاول تضعيف الروايات بمجرد دعوى ذلك لا أكثر.
على أي حال أصل فكرة الإمام المهدي وأنّه سوف يتحقق هذا الحلم وتتحقق هذه الأمنية مسلّمة من قبل عامة المسلمين تقريباً إلّا من شذّ ، وقد دلّت عليها الآيات كما قلت ، والروايات الكثيرة التي جمعت في ثلاثين كتاب أو أكثر للأخوة العامة فقط.
البعد الثاني للتشكيك هو التشكيك في ولادة الامام سلام الله عليه ، بمعنى أن يقال : نحن نسلّم بهذه الفكرة وأنّه سيظهر شخص ، لكن هذا الشخص لا يلزم أن يكون هو الامام المهدي ، ولا يلزم أن يكون مولوداً الآن ، ولا يلزم أن يكون قد غاب ، ولعلّه يولد في المستقبل والآن غير موجود ، ولا توجد غيبة ، فكيف نتمكن أن نثبت ولادة الامام المهدي الآن وأنّه قد تحققت ولادته ؟ إن المهم في محاضرتي هذه هو إثبات هذا الموضوع ، وعنونت محاضرتي بعنوان « الامام المهدي سلام الله عليه بين التواتر وحساب الاحتمال » وسأحاول إن شاء الله إثبات ولادة الإمام من خلال هذين الطريقين ، أي : طريق التواتر مرّة ، وطريق حساب الاحتمال أخرى.
________________________________________
١ ـ تفسير المنار ١٠ : ٣٩٣ ، سورة التوبة ، وله مناقشات حول روايات الامام المهدي عليهالسلام راجع ٩ : ٤٩٩ ـ ٥٠٧.
٢ ـ التوبة : ٣٢.