فجأة برقت أربعة سيوف وظهر خمسة رجال غلاظ .. وكان غالب ينظر بشماتة الى الفضل الذي جحظت عيناه فزعاً ..
ودوّت صيحات الاستغاثة في فضاء الحمام ، وكانت الجدران الصخرية تمتص صرخاته .. وتخطفته السيوف وتدفقت دماؤه لتصبغ بلاط الحمام النديّ بلون قان ..
وهوى في الحوض وقد بحلقت عيناه في البخار المتصاعد لكأنه ينظر الى طموحاته تستحيل بخاراً سرعان ما تتلاشى وتذوب ..
تمّ كل شيء بسرعة واختفى الرجال في ظلمة الفجر ..
وفرّ الخادم مرعوباً لا يلوي على شيء .. واقفر الحمام الا من جثة عائمة في حوض تتصاعد منه ابخرة المياه الساخنة.
ما إن اشرقت الشمس حتى كانت سرخس تموج بأهلها وظهر المأمون عصبياً أو تظاهر بذلك ، وكان يرسل تهديداته ويتوعد الجناة بالموت الأحمر.
وسادت حالة الطوارئ المدينة ، وكانت أصابع الاتهام في اغتيال الفضل تتجه الى المأمون ، وظهرت حركة تمرّد في القوات الموالية للوزير القتيل ..