بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مقدّمة التحقيق
مراحل تطوّر القواعد الفقهية في الفقه الإمامي
يعتبر علم الفقه من أوسع العلوم الإسلامية وأشهرها ، وهذا العلم الوسيع كان قد نشأ وترعرع في إحضان الكتاب والسنّة ، وقد تمخّض علم الفقه عن ولادة علوم أُخر ، مثل علم الرجال ، علم أصول الفقه والقواعد الفقهية.
وعلى الرغم من نشوء القواعد الفقهية في إحضان علم الفقه ، لكنّها كان لها الدور الكبير في نموّ وازدهار هذا العلم ، ولها سابقة طويلة في تطوّر الفقه الإسلامي الشيعي والعامّي.
فقد كان كتاب القواعد الفقهية عند الحنفيّين من أهل السنة أوّل كتاب جُمعت فيه بعض القواعد الفقهية ، فقد جمع مؤلّفه أبو طاهر الدبّاس ـ من أئمة الحنفيّة في بلاد ما وراء النهر ـ سبعة عشر قاعدة فقهية على مذهب أبي حنيفة ، فكان القرن الرابع بداية تدوين القواعد الفقهية لدى العامّة.
وأمّا في الوسط الشيعي فيعتبر كتاب الشهيد الأوّل ( م ٧٧٨ ) القواعد والفوائد أقدم كتاب دوّن فيه مصنّفه القواعد الفقهية وفقا لمذهب أهل البيت عليهمالسلام.
ويمكننا إرجاع سبب سبق العامّة في تدوين القواعد إلى عاملين :