وعظمت الفتنة وبلغ الخليفة ذلك فغضب وبعث اعوانه لنصرة اهل السنة فحرقوا دور كثير من دور الشيعة وأخذ منهم جماعة فسجنهم وبعث عميد الجيوش (١) لينفي الشيخ من بغداد لانه كان فقيه الشيعة انتقاما لابي حامد وجماعته ، فاخرج الشيخ من بغداد ثم شفع فيه علي بن مزيد (٢) فأعيد إليها (٣).
وكان الشيخ ممن كتب بالمحضر الذي تضمن القدح في نسب العلويين بمصر ، كما ذكره ابن الاثير في كامله فانه كتب سنة ٤٠٣ محضر كتب فيه من العلويين المرتضى والرضي وابن البطحاوي العلوى وابن الازرق الموسوي والزكي أبو يعلى عمر بن محمد ، وكتب من القضاة والعلماء ابن الاكفاني وابن الخرزي وأبو العباس الابيوردي وأبو حامد الاسفرايني وأبو عبد الله بن النعمان فقيه الشيعة (٤) والكشفلي والقدوري والصيمري وابن البيضاوي والنسوي وغيرهم.
١٠ ـ آثاره العلمية
سبق أن قرأنا عن مكانة الشيخ ومرجعية الناس إليه في كثير من البلدان كما قرأنا عن مدرسته التي كان تزخر بامثال الشريفين والطوسي وسلار وأضرابهم وقرأنا
__________________
(١) عميد الجيوش هو الحسن بن أبي جعفر كان ممن ولي الوزارة لبهاء الدولة سنة ٣٩٢ واستدام يعمل فيها وهو الذي منع الشيعة من النياحة يوم عاشوراء كما منعهم من اظهار الفرح وعلائم الزينة في عيد الغدير يوم ثامن عشر ذى الحجة حسما للفتن وقطعا لمادة الشغب بين السنة والشيعة مات سنة ٤٠١.
(٢) هو أبو الحسن علي بن مزيد الاسدي جدال مزيد امراء الحلة وهو اول من تقدم من أهل بيته وفى سنة ٤٠٣ خلع عليه سالطان الدولة البويهى وولاه على واسط والبصرة والاهواز توفى سنة ٤٠٨ وهو وآله من الشيعة.
(٣) الكامل لابن الاثير ج ٩ ص ٧١ البداية والنهاية ج ١١ ص ٤٢٨ المنتظم لابن الحوزى ج ٨ ص ١١ قاموس الاعلام تركي ص ٦٦٨ دائرة المعارف للبستاني.
(٤) على حد تعبير ابن الاثير في كامله ج ٩ ص ٨١.