الراوي قبل سؤاله بأنّه جاء ليسأل عن صيام أيّام السنة. وإلى مرفوع المصباح عنهم عليهمالسلام : من صام يوم السابع عشر من ربيع الأوّل كتب الله له صيام سنة (١).
لكنّه مع إرساله غير دالّ على أنّه يوم مولده صلىاللهعليهوآله وإنّما دلّ على خصوصيّة في صوم يوم السابع عشر منه ، فلعلّها من جهة اخرى ، فنقل ابن طاوس في إقباله عن كتاب « شفاء الصدور » لأبي بكر النقّاش ، يقال : اسري به صلىاللهعليهوآله في ليلة سبع عشر من ربيع الأوّل قبل الهجرة بسنة ، قال السيّد : فإن صحّ ما ذكره من الإسراء في الليلة المذكورة فينبغي تعظيمها ومراعاة حقوقها (٢). وتفسير المفيد له في المسارّ والحدائق (٣) والفتّال في الروضة (٤) بالمولود ، لا حجّية فيه. كما أنّ الخبر المشتمل على زيارة الصادق عليهالسلام لأمير المؤمنين عليهالسلام في يوم السابع عشر (٥) غير دالّ على كونه مولده صلىاللهعليهوآله كما لا يخفى ، ولو كان هو دالاّ لكان ما نقله الإقبال عن بعض كتب أصحابنا من العجم : أنّه يستحبّ أن يصلّى في الثاني عشر من ربيع الأوّل ركعتين ، في الاولى الحمد مرّة وقل يا أيّها الكافرون ثلاثا ... الخ (٦) أيضا دالاّ على أنّ تلك الصلاة كانت لكون مولده صلىاللهعليهوآله فيه ، كما هو محتمل لو كان صحّ ما ذكره من العمل.
وذهب الكليني صريحا (٧) والصدوقان والقمّيان وابن أبي عمير وأبان بن عثمان ظاهرا إلى أنّه الثاني عشر منه كما هو المشهور بين العامّة أيضا ـ فروى الصدوق في الإكمال ( في باب خبر يوسف اليهودي ) عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان رفعه بإسناده ، قال : لمّا بلغ عبد الله بن عبد المطّلب ( إلى أن قال ) فولد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأوّل يوم الاثنين ... الخبر (٨) وبه قال المسعودي في إثباته وإن
__________________
(١) مصباح المتهجّد : ٧٩١.
(٢) إقبال الأعمال : ٦٠١.
(٣) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٠ ، ونقل عن حدائقه في البحار ١٥ : ٢٥١ ، ح ٤.
(٤) روضة الواعظين : ٧٠.
(٥) إقبال الأعمال : ٦٠٨.
(٦) إقبال الأعمال : ٥٩٩.
(٧) الكافي ١ : ٤٣٩.
(٨) كمال الدين : ١٩٦.