ابن قتيبة عن أبي اليقظان علّة طلاق عمرة قبل الدخول : أنّ أباها قال له صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّها لم تمرض قطّ ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم ما لهذه عند الله من خير. ونقل عنه أنّه خطب امرأة من بني مرّة بن عوف إلى أبيها ، فقال : إنّ بها برص وهو كاذب ، فرجع فوجدها برصاء (١).
وقال ابن عبد ربّه : أنّ سودة كانت تحت سكران بن عمرو ، وحفصة تحت خنيس السهمي رسول النبيّ إلى كسرى ، وزينب بنت خزيمة تحت عبيدة بن الحارث بن المطّلب أوّل قتيل ببدر ، وأمّ حبيبة تحت عبيد الله بن جحش الّذي تنصّر في الحبشة ، وميمونة تحت أبي سبرة بن أبي رهم العامري. وذكروا أنّ ميمونة كان تزويجها وزفافها وموتها وقبرها بسرف على عشرة أميال من مكّة (٢) هذا.
هذا ، وفي أنساب البلاذري : كان اسم جويرية « برّة » فسمّاها جويرية ، لأنّه كره أن يقال : « خرج من عند برّة أو خرجت برّة من عنده (٣).
قلت : وعلى فرض صحّة نقله ، وجهه : أنّ « برّة » اسم للمبرّة.
وعنون اسد الغابة « سمعان بن خالد الكلابي » من بني قريظة عن ابن مندة وأبي نعيم ، وقال بتزويج النبيّ صلىاللهعليهوآله اخت سمعان (٤).
قلت : فلا بدّ أنّها الكلابيّة المتقدّمة.
فصل : كما من خيارهنّ : خديجة ، ثمّ أمّ سلمة ، ثمّ ميمونة كما تقدّم في خبر الخصال.
كذلك من شرارهنّ : عائشة ، ثمّ حفصة ، ثمّ أمّ حبيبة. ويكفي في ذمّ الاوليين قوله تعالى مشيرا إليهما بشهادة عمر ـ كما رواه الثعلبي والزمخشري (٥) ـ : ( وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) (٦) وجعل تعالى عقوبة
__________________
(١) المعارف : ٨٣.
(٢) انظر العقد الفريد ٢ : ٣٦ ، ٥٤ و ٦٢ و ٧٢ و ٨٠ و ٨٢.
(٣) أنساب الأشراف ٢ : ٧٧.
(٤) اسد الغابة ٢ : ٣٥٦.
(٥) الكشف والبيان ٩ : ٣٤٩ ، الكشّاف ٤ : ٥٦٦.
(٦) التحريم : ٤.